مستحضرات «مسرطنة» للأطفال
تعدك الإعلانات التجارية بأن تحظى «بتجربة فريدة من الانتعاش» فقط إذا ما قررت الاستحمام بالشامبو أو صابون الجسم موضوع الإعلان. أما أطفالك فهم بالتأكيد سيبتعدون عن طبيب الأسنان ما داموا يستخدمون معجون الأسنان الغني بالفلورايد يوميا. وستستعيد بشرتك رونقها باستخدام كريم الصباح الذي تنتجه إحدى الشركات العالمية.
لكن تقريرا أصدرته مؤخرا «الحملة الأميركية من أجل مستحضرات تجميل آمنة» أظهرت احتواء العديد من هذه المستحضرات، لا سيما تلك الموجهة لحمام الأطفال، على مواد كيميائية مسرطنة مثل ديوكسان والفورمالدهايد.
ورغم أن تقارير سابقة تحدثت عن احتواء العديد من مستحضرات التجميل على مواد مسرطنة أو سامة، إلا أن هذا التقرير هو الأول الذي يتناول المستحضرات الخاصة بالأطفال، بما فيها الشامبو والصابون ومستحضرات الحفاظ على نعومة الجسم، والذي يظهر انتشارا واسعا للمادتين المذكورتين.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن بعض أهم السلع الموجودة في السوق الأميركي (والعالمي) مثل شامبو الأطفال «جونسون» و»بايبي ماجيك لوشن» تبين احتواؤهما على هذه المواد... وإن «لم تُضف عمدا»، وبالتالي هي لا تظهر على لائحة المواد الموجودة على العلبة، وإنما نشأت عرضيا خلال عملية التصنيع.
وإذا كان بإمكان المصنعين بسهولة استخراج هذه المواد المسرطنة من منتجاتهم، قبل وضعها في الأسواق فإن القانون في الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول لا يفرض على المصنعين القيام بهذه العملية.
وقامت الحملة بتحليل 48 منتجا بحثا عن الديوكسان، فتبين وجوده في 32 منها. كما أن تحليل 28 منتجا منها، بيّن وجود الفورمالدهايد في 23 منها أي ما يزيد عن 82 في المئة.
ووفقاً لـ«الوكالة الأميركية لحماية البيئة»، يمكن للفورمالدهايد، الذي يستخدم عادة في مواد البناء، ما يجعله أحد أكثر المواد الملوثة للهواء داخل المنازل، أن يكون ساما ومسرطنا ومسببا للحساسية، فيما ترى «الوكالة الدولية للأبحاث حول السرطان» أن هناك دلائل كافية على أن التعرض للفورمالدهايد يسبب سرطان الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والبلعوم)، كما يسبب أوجاعاً في الرأس ومشاكل في التنفس والربو.
أما الديوكسان فهو ينشأ عرضيا خلال عملية إنتاج بعض مستحضرات التجميل ومواد العناية الشخصية، مثل مزيل الرائحة والشامبو ومعجون الأسنان وغسول الفم. ومن المعروف أنه يسبب هياجا في العيون والجهاز التنفسي، كما يعتقد بأنه يسبب أضرارا في الجهاز العصبي المركزي، فضلاً عن أنه مصنــف كمســـرطن جائز للبشر، لأنه أصلا مسرطن للحيوانات.
وتكمن المشكلة الأساسية بحسب التقرير، ليس في احتواء المستحضرات فقط على هذه المواد، وإنما الوتيرة العالية للتعرض لها لا سيما بالنسبة للأطفال حيث غالبا ما يحرص الأهل على أن يغتسل أطفالهم مرات عديدة أسبوعياً.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن متحدث باسم «جونسون» قوله إن المنظمات الحكومية تعتبر هذه المستويات آمنة، كما «أن كل مستحضراتنا تتوافق مع قوانين كل بلد تباع فيه، وتفوقها أحيانا». وفيما لم تحدد وكالة الغذاء والدواء الأميركية حدود السلامة لاحتواء المستحضرات على هذه المواد، إلا أن الاتحاد الأوروبي يحظر وجود الديوكسان في مواد العناية الشخصية.
وتنصح «الحملة من أجل مستحضرات تجميل آمنة» باختيار المنتجات التي تحتوي على أقل كمية من المواد الكيميائية أو غير الطبيعية، والتأكد من المواد المكونة للمنتجات، حيث يمكن الاطلاع على لائحة المواد الخطرة والبدائل عبر الموقع الإلكتروني: www. safecosmetics.org
زينب غصن
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد