أسرة راشيل كوري تحتفل بذكراها الخامسة في رفح
تحل بعد أيام قليلة الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد ناشطة السلام الأمريكية “راشيل كوري” التي قضت نحبها تحت جرافة “إسرائيلية” دفاعاً عن منزل فلسطيني في مدينة رفح في 16 مارس/آذار 2003.
والدا “راشيل” قررا أن يكون احتفالهما بذكرى ابنتهما هذا العام مختلفا، فشدا الرحال إلى المكان الذي قضت فيه. يقول والد راشيل ل “الخليج” “أنا فخور بما قامت به ابنتي راشيل، لقد ماتت وهي تدافع عن مبادئها التي احترمناها، وساعدناها على أن تنشرها”، ويضيف “كنت أتمنى أن تعيش أكثر لتتمكن من تقديم المزيد من أجل خدمة السلام العالمي، ومن أجل الشعب الفلسطيني الذي أحبته، وآمنت بقضيته ونصبت نفسها مدافعة عن حقوقه المشروعة”.
منذ وصولهما قبل يومين إلى معبر رفح، يستقبل كرايج وزوجته سيندي عشرات الزوار من مختلف القوى المصرية، للترحيب بهما والشد من أزرهما، وتقول ساندي والدة راشيل “ستكون هذه المرة الأولى التي أدخل فيها غزة بعد مقتل ابنتي، وقد قررت أنا وأبوها أن نحتفل بذكراها الخامسة، في المنزل الذي دافعت راشيل عنه”.
تتذكر سيندي آخر مكالمة هاتفية تلقتها من ابنتها راشيل، بعد أن وصلت لقطاع غزة، وتقول إنها كانت قبل وفاتها بستة أيام “كانت مكالمة مؤثرة للغاية، إذ أصرت راشيل على أن تتصدى بقوة لمحاولات جيش الاحتلال هدم منازل مواطنين بغزة”، وتضيف “قالت لي إنها تعيش مع الفلسطينيين في بيوتهم، حتى تشعر بمعاناتهم، وأنها تتصدى للدبابات التي تحاصرهم لطردهم من منازلهم بالقوة، رغم أن الجنود المصريين على الجانب المصري من الحدود حذروها من إقدام الجرافات الفلسطينية على قتلها أكثر من مرة”.
ولا تخفي سيندي حزنها من موقف حكومة بلادها، وتقول إن أحدا من الحكومة الأمريكية لم يتحرك حتى اليوم لتفعيل التحقيق في قضية مقتل ابنتها، وتضيف “كل ما لدينا من معلومات أن شخصين كانا يقودان الجرافة التي قتلت راشيل، و”إسرائيل” لا تريد تقديم توضيحات أكثر”. ويقول والد راشيل كانت ابنتي الوحيدة، وقد قتلت وعمرها لا يزيد على 24 عاما”.
والدا راشيل لا يزالان يحلمان بأن تخلد ذكرى ابنتهما “بعمل إنساني يتوج بتحقيق السلام في المنطقة بالفعل وليس الأقوال”، ويقول الأب “سعادتي لا توصف بعد هذا الاحتفاء الكبير الذي لمسناه عند وصولنا إلى الأراضي المصرية، وهو احتفاء يشعرنا بأن ابنتنا بنت لكل الفلسطينيين والعرب”.
محمد أبو عيطة
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد