مهن المرأة قديماً تبرز رقتها وأنوثتها وصبرها
دفعت حاجات الحياة وأهمية العمل في حياة المرأة النساء إلى دخول معترك العمل الى جانب الرجل والتخصص بمجموعة من النشاطات الاقتصادية التي كان لها الاثر الفعال في الحياة الاقتصادية للمجتمع الى جانب اعطاء نكهة جمالية كانت تطغى على هذه الاعمال تبرز ذوق المرأة ورقتها وانوثتها ورهافة حسها وقوة صبرها اضافة الى انها كانت تبين انها عضو فعال في المجتمع وفي نشاطه الفكري والاقتصادي .
و استطاعت المرأة الريفية عبر تاريخها الطويل العمل الى جانب الرجل ابراز هوية واضحة للحرف التي كانت تمارسها قديما حيث كانت النسوة تقوم باعمال المنزل بالاضافة لاعمال يدوية اخرى ذات جدوى اقتصادية و فنية كالخياطة والحياكة ونسج الصوف والتطريز كما كان للعجائز من الجنسين العديد من الادوار في الاعمال المنزلية غير المجهدة بالاضافة الى غزل الخيوط التي يتم تحضيرها كمادة اولية للحياكة والنسج عن طريق مغازل خشبية مغزلية الشكل يلف عليها الخيوط الناعمة من الصوف او القطن وتجدل باتقان لتصبح جاهزة لصناعة الثياب ودكة السراويل وخيوط ربط الجزمات التي تستعمل للفلاحة وكان الرجال يغزلون شعر الماعز لصناعة الحبال التي تستعمل لتثبيت الاحمال على الدواب.
كما عملت النسوة قديما بغزل الخيوط الصوفية والقطنية الناعمة وتجهيزها لتصنع منها رداء سميكا تحيكه على سنارتين من الاعواد المنسولة المؤنفة وتلك الثياب كانت تقي برودة الشتاء وتدوم طويلا على الرغم من بساطة صنعها بالاضافة لحياكة الثياب القطنية على ماكينة يدوية كانت منتشرة انذاك وتقوم ايضا بتطريز الاشكال الزخرفية على الثياب بالابرة والخيط وتوحد الغرز لتشكل عددا غير محدود من رسوم الازهار والحيوانات مطرزة بشكل جميل وبتفنن واتقان .
وتقول رغداء الاسعد إحدى النسوة التي اتقنت حرفة والدتها بالخياطة والتطريز عن تجربة والدتها قديما..ان الاسرة كانت معملا صغيرا متكاملا تقريبا في تأمين متطلبات الحياة وكانت المرأة تشكل عماد ذلك المعمل فالى جانب اعمال الخياطة والحياكة التي لا تنتهي على مدار العام كانت تنجد اللحف والفرش وتندف القطن الذي تقوم خلال السهرات مع اطفالها بنزعه من بذوره بصبر واناة وتجمعه حتى يغدو كافيا ليصار الى غزله على المغزل ليصنع منه ثياب او عباءة او يهيأ لصنع لحاف او فراش .
وأضافت: إن النسوة كن يجدن تلك الاعمال ويصنعن اللحف من قطع القماش الصغيرة التي توصل مع بعضها بعضا وتنجد بواسطة الابرة باشكال تزيينية جميلة كالدوائر والمثلثات وينجدن الفرش ويحشن الوسائد ويطرزن نهاياتها بالابرة باشكال متعددة .
الا ان هذه الصناعات بدأت تميل الى الانقراض نتيجة التطور الصناعي والتقني و رغم انتشار الصناعات الالية والتطريزات الجاهزة ذات الماركات العالمية الا ان جمهور الاشغال اليدوية ما زال متعطشا الى هذه الصنعة التي تتميز بتفاصيلها وقيمتها المعنوية .
واهتمت النسوة في الماضي ايضا بصنع ادوات واغطية للكراسي وستائر للجدران وشرابات الحرير التي توضع على الرأس وشرابة الحرير هي باروكة الامس ترتديها من كان شعرها خفيفا وهي عبارة عن طاقية تشغل بواسطة سنارة واحدة لونها بني او اسود بلون الشعر المألوف يتدلى من حافتها خيوط طويلة كثيفة حتى تبلغ الخصر وتلبس ايضا للزينة وتظهر الشرابة من تحت المناديل الحريرية الجميلة المصنوعة من الحرير الطبيعي مما لاتستغني عنه المرأة قديما لاكتمال انوثتها وجمالها حتى اخر العمر.
تلك الحرف القديمة اندثر بعضها ليحل محلها الات تصنع الافا مؤلفة من القطع المتشابهة لتبقى بعض الحرف التي تصارع موضات العصر وتذكرنا بايام خوال مضت حملت معها ذكريات مؤلمة وحزينة الا انها كانت ملاى ايضا بالمعاني التي تحمل خصائص النفس الانسانية من المحبة والبساطة.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد