أمسية المقام السمعي البصري - خط موسيقي
ينظم المركز الثقافي الفرنسي عرضا يجمع بين الفنانين الساعي والجرماني حول الخط و اللحن
في صالة العروض يوم الجمعة 16 كانون الثاني عند الساعة الثامنة مساء.
اشتغل الفنانان الجرماني و الساعي لفترة طويلة على حوار فنيهما آلتيهما موسيقى العود (النص السمعي) و الحرق العربي (النص البصري) إضافة إلى النص الشعري الأدبي الذي يضفي بعدا آخر ويساهم في ربط النصين.
اشتغل الفنانان على هذا المفهوم منذ 1998 حتى 2001 و اقتصر على بعض العروض الخاصة. عاد الفنانان، في 2005، ليلتقيا على المفهوم ذاته مع خبرة مختلفة و مسافة ساهمت في إثراء التجربة. يعود الفنانان، اليوم، بزخم وحرفية أكثر حتى أن فكرة الحوار أخذت حدا أعلى من النضوج و التنوع.
ابتدأ فني الخط والموسيقى بفترة زمنية تكاد تكون واحدة وأخذا ينهلان من بعضهما مبكرا حتى أن آلية تدوين الصوت بصريا راعت المساحة الزمنية والتعبير الصوتي.
تتألف هذه الأمسية من ثلاثة مراحل :
توازي المرحلة الأولى المرحلة الكلاسيكية حيث سيقابل كل نوع من الخط المقام الذي يناسبه من خلال نص شعري يجمع بينهما:
مقام الراست : مقام شرقي يستخدم في المقاطع الطربية في الموسيقى الشرقية يقابل خط " الديوان الجلي" الذي هو خط زخرفي شرقي مليء بالتزيينات و التزويقات معا أما النص الشعري فهو للشاعر محمد صارم :
جنوحي اليك جريح بحملك فاغفر لنا أن نراك بعيدا أنا و جروحي
مقام العجم : مقام ثقيل و مشرق تقابله حركية الخط السنبلي الذي يبدو ثابتا من الأسفل و متحركا من الأعلى أما النص المرافق فهو لابن الفارض :
فلم تهواني مالم تكن في فانيا ولم تفن مالا تجتلي فيك صورتي
مقام النهوند : مقام عذب انسيابي يقابله خط التعليق"الفارسي" و هو خط فرح طائر (عروس الخطوط العربية)
و النص المرافق : و نخيلها عرش تساقط في القلوب.
أما المرحلة الثانية تنقسم لثلاث مقاطع تتداخل المقامات ببعضها و يأخذ الخط صيغا أكثر حرية والمرحلة الأخيرة هي مرحلة تجريبية مفتوحة يتصاعد فيها المناخ أكان موسيقيا أم خطيا.
"في تجربة تفاعلية كالتي يقدمها خالد الساعي و خالد الجرماني كان لابد من المحاولة لتقديم هذه التجربة السمعية البصرية بشكل يبرز العلاقة بين الخط العربي الحيوي و المنساب في حالاته المختلفة و المتنوعة و المقام الشرقي الذي نعتقد أنه يحمل نفس السمات فكانت الفكرة ان نضع مكبر خلف يد خالد الساعي كي يتسنى للجمهور تلمس حساسية علاقة هذا الفنان مع لوحته في مناخ موسيقي شرقي عذب فيتسنى للمشاهد أن يسمع و ان يرى في آن و بالتاي يستطيع أن يربط عذع العلاقة بين الفنين.
- حصل خالد الساعي على شهادة الدراسات العليا من كلية الفنون الجميلة بدمشق، وحصل على إجازة في فن الخط من استانبول بإشراف البروفسور علي ألب أرسلان. أقام أكثر من 20 معرضاً فردياً نذكر منها غاليري أتاسي (دمشق 2000)، معهد العالم العربي (باريس 2001)، متحف الفن (ميتشغان-الولايات المتحدة 2002)، مجلس غاليري (دبي 2005-2007)، متحف الفن (بون-ألمانيا 2005). وحاز على العديد من الجوائز منها: جائزة الحداثة في الخط في بينالي الشارقة الدورة الثالثة 2008، الجائزة الأولى بخط الديواني الجلي في المسابقة الدولية السابعة لفن الخط استانبول 2007، الجائزة الأولى بالخط التقليدي في مهرجان الخط العالمي الأول طهران 2007. أعماله مقتناة من قبل العديد من المتاحف منها، المتحف البريطاني، متحف دنفر، كولورادو – أمريكا، متحف سان بيدرو المكسيك، متحف الفن الحديث المغرب، متحف الشارقة لفن الخط.
- تخرج خالد الجرماني من المعهد العالي للموسيقى بدمشق في العام 1999، وعمل بعدها مع منير بشير ونصير شما. يعزف في فرقة الموسيقى العربية في المعهد العالي للموسيقى ويعزف مع الفرقة السيمفونية السورية. وهو أستاذ العود في المعهد العالي للموسيقى وأستاذ علم الموسيقى في كلية الموسيقى بحمص، وألّف عدة مقطوعات للعود وعزف بانتظام في سوريا وفرنسا مع كبار الموسيقيين مثل عابد عازرية. بين 2002 و2004، تعاون مع سيرج تيسو غاي (عازف غيتار فرنسي، ولاسيما مع فرقة نوار ديزير) وأنتجا معاً ألبوم مساحة تقاطع (2004) مساحة تقاطع، اليوم الثاني (2006 ) الذي قدم لهما فرصة إجراء جولة في أوروبا والعالم العربي. عزف مع عازف الكلارينيت (رفائيل فويار) وعازف الإيقاع مهند الجرماني و قدّموا معاً حفلات "تحت الرماد" في سوريا والكويت في عام2007 تلى الحفلات تسجيل أسطوانة (باب السلام) في عام 2008. قدّم ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 أمسية موسيقية بعنوان "ما تعدّى الروح" تضمّنت مجموعة من الأعمال مبنية على مقامات وإيقاعات الموسيقا الشرقية العربية، وتشكّل حالة تعبيرية سردية في بناء ذي أسلوب تصاعدي درامي على شاكلة قوالب الموسيقا العربية الكلاسيكية، مع ترك مساحة للارتجال. أما الكلمات والألحان فتذكرنا بالموروث الروحي الصوفي من حيث العمق والبساطة في آن معاً.