السنة الهجرية .. ومعاني أسماء شــــــهورها
بعد ايام تطل علينا سنة هجرية جديدة مؤلفة من اثني عشر شهرا، والشهر هو المدة التي يتم فيها القمر دورة كاملة حول الأرض, ومدلول الشهر القمري ينقسم إلى قسمين هما الشهر الشرعي والشهر الفلكي، فالشهر الشرعي وهو من رؤية الهلال أو إكمال العدة إلى رؤية الهلال الجديد أو إكمال العدة، وهو المعتبر حتى يومنا هذا في تحديد أوائل الشهور الهجرية ولاسيما إثبات شهور رمضان وشوال وذي الحجة.
والشهر الفلكي وهو الشهر الحقيقي والواقعي ويتم باستكمال دورة القمر حول الأرض من اجتماعه بالشمس (الاقتران) إلى اجتماعه بها ثانية وهناك حسابات فلكية دقيقة تحسب الشهر القمري بالدقيقة والثانية، ويبلغ زمن الشهر القمري وفق حسابات الفلكيين تسعة وعشرين يوما واثنتا عشرة ساعة وأربعاً وأربعين دقيقة وثانيتين (87, 2, 44،29) ولهذا يأتي الشهر الهجري 29 يوما تارة وثلاثين يوما تارة أخرى.
ووفق هذه الحسابات يبلغ عدد أيام السنة الهجرية 354 يوما، وتنقص عن السنة الشمسية بأحد عشر يوما، وهناك أيضا سنة هجرية كبيسة يبلغ عدد أيامها 355، ولكنها غير معلنة.
وأطلقت العرب اسم الشهر على الزمن الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، لأنه يشهر بالقمر، وعند اتخاذ التاريخ الهجري أطلق عليه الشهر القمري تمييزا عن الشهر الرومي الذي كان مقسما حسب الفصول.
ويقال إن أسماء الأشهر العربية المتداولة الآن وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي، وكان لها قبل ذلك أسماء غير التي استخدمت قبيل البعثة، ولم يتفق العرب على بداية السنة العربية، وعند بدء التاريخ الهجري تم الاتفاق على اعتبار شهر المحرم بداية السنة الهجرية ويعتبر الإنسان بعد أداء الحج كيوم ولدته أمه، وكان الاختلاف في فهم الشهر المراد في أي عام هو سبب وضع التقويم الهجري في زمن الفاروق عمر بن الخطاب.
وقد مرت تسمية الأشهر العربية القمرية بعدة مراحل فهناك أسماء قديمة هي الآن طي النسيان، وأسماء وسيطة معروفة من قبل الباحثين والمؤرخين، وقد وضعت أسماء الأشهر العربية الهجرية المتداولة الآن في مطلع القرن الخامس الميلادي قبل البعثة.
ونجد في العام الهجري الجديد مناسبة للتعريف بها :
< الشهر الأول المحرم وكان يسمى قديما المؤتمر، ثم قيل له ربيعي.
< الشهر الثاني صفر وكان يسمى قديما ناجراً ثم قيل له دفئي.
< الشهر الثالث ربيع الأول وكان يسمى خوان ثم عدل إلى ناتق.
< الشهر الرابع ربيع الآخر وكان يسمى صوان وبصان، ثم عدل إلى ناجر.
< الشهر الخامس جمادى الأولى وكان يسمى ختم وحنتم وحنين وعدل إلى آجر.
< الشهر السادس جمادى الآخرة وكان يسمى زباء ثم عدل إلى بخباخ.
< الشهر السابع رجب وكان يسمى الأصم ثم عدل إلى خرفي.
< الشهر الثامن شعبان وكان يسمى عادل ثم عدل إلى وسمي.
< الشهر التاسع رمضان، وكان يسمى ناتق أو نامق، ثم عدل إلى برك.
< الشهر العاشر شوال وكان يدعى وغل وواغل ثم عدل إلى شيبان.
< الشهر الحادي عشر ذو القعدة وكان يدعى هواغ ثم عدل إلى رنة ملحان.
< الشهر الثاني عشر ذو الحجة وكان يدعى براك ثم عدل إلى رنة.
كما نذكر هنا معاني أسماء الأشهر العربية وأسباب تسميتها وهي :
< المحرم سمي بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم التي حرم القتال فيها.
< صفر قيل إن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب، وقيل لأن العرب كانت تُغير فيه على بلاد يقال لها الصفرية، وقيل لترك العرب أعداءهم صفراً من الأمتعة، وقيل لاصفرار مكة من أهلها.
< ربيع الأول وربيع الآخر سميا بهذا الاسم لأن تسميتهما وضعت في فصل الخريف وكان يشبه فصل الربيع في دفئه.
< جمادى الأولى جميع الأشهر العربية مذكرة إلا جمادى الأولى والآخرة، وكان جمادى الأولى يسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة،لأن ترتيبه الخامس في السنة الهجرية، وسمي جمادى لوقوعه في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء.
< جمادى الآخرة كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى ستة لأن ترتيبه السادس بين شهور السنة.
< رجب وهو من الأشهر الحرم، وكان العرب في الجاهلية يعظمون هذا الشهر بترك القتال، ولا يستحلونه فيه، واسمه من رجب الشيء أي هابه وعظمه وقيل رجب أي توقف عن القتال.
< شعبان تشعبت القبائل في هذا الشهر وقت التسمية للإغارة بعد قعودها عنها في رجب، وقيل يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء.
< رمضان كان يسمى قديما (ناتق) ولما غير الاسم وافق زمن الحر والرمض، والرمضاء هي شدة الحر، ويقال رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير أشعة الشمس.
< شوال قيل إن الإبل كانت تشول بأذنابها أي ترفعها وقت التسمية طلبا للإخصاب وقيل لتشويل ألبان الإبل، أي نقصانها وجفافها، وقيل شوال لارتفاع درجة الحرارة وإدبارها.
< ذو القعدة قيل إن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار، وقيل قعودهم عن القتال لأنه من الأشهر الحرم.
< ذو الحجة هو شهر الحج. وكان العرب قديما يقيمون فيه حجهم إلى الكعبة.
محمد قاسم خليل
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد