نابلس: سلطة عباس تعتقــل شـهـيـداً!
اعتقل جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس رجب عوني توفيق الشريف (٣٦عاما)، أحد أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية المحتلة، بعد الإعلان عن استشهاده منذ حوالى ٧ سنوات .
ويعدّ الشريف أحد أبرز قادة كتائب القسام في الضفة، وقد سبق أن أعتقل في معتقل »الجنيد« خلال فترة التسعينيات لمدة ثلاث سنوات مع قادة ورموز حركة حماس وكتائب القسام.
وأوضح عوني الشريف، والد رجب ، انه »في تمام الساعة الحادية عشرة ليل السبت الماضي دخل ابني إلى منزل العائلة ففوجئ بقوات أمنية كبيرة تقتحم المنزل وتقوم باعتقاله وتقتاده إلى جهة مجهولة«.
وأضاف أن »قوات مدججة بالأسلحة كانت ترابط على جوانب المنزل بعد لحظات من اعتقال رجب. دخلوا من منازل الجيران، ومن الأبواب والشبابيك واعتقلوه«. وأشار إلى أنه لم يكن في المنزل لحظة اعتقال ابنه، ولم يتمكن من رؤيته، لكن شقيقته »رأت وجهه وعرفته من علامة فارقة في رأسه«.
ورفضت شقيقة رجب الحديث مكتفية بالبكاء والصراخ »أخي حي أخي حي«. وأشار الوالد إلى أن الجيران، الذين تواجدوا في المكان، »أكدوا رؤيته«.
وكانت كتائب القسام أعلنت في أعقاب عملية »السور الواقي« في العام ٢٠٠٢ استشهاد رجب الشريف، احد ابرز قادتها في الضفة، خلال »اشتباكات مع قوات الاحتلال« من دون أن يتم العثور على جثته. وأجرى عشرات الفلسطينيين في نابلس جنازة »رمزية« للشهيد الذي كان يعتقد أن جثمانه »احتجز من قبل سلطات الاحتلال«.
ويقول والده أنه قام بفتح مجلس عزاء في منزل العائلة في شارع الشويترة في غرب مدينة نابلس. ويضيف »لقد راودني إحساس بأن ابني لا يزال على قيد الحياة، وقد كنت اعد الأيام منذ الإعلان عن استشهاده، وهي مدونة على دفتر خاص وتبلغ ست سنوات وسبعة أشهر وثلاثة أيام، يضاف إليها الأيام الثلاثة التي اعتقل فيها من قبل السلطة الفلسطينية«.
ورفض الشريف الأب التعليق على اعتقال ابنه. وقال »ادعوا له بالرحمة حيا كان أم ميتا، وحسبي والله ونعم الوكيل.
الوالد بدت عليه ملامح الدهشة والصدمة بعد معرفة أن ابنه حي يرزق، لكن أم رجب دخلت في غيبوبة ما ان عرفت بان ابنها ما زال حيا. وأوضح »والدته مريضة في المستشفى، وقد دخلت في غيبوبة ووضعها حرج بعد أن علمت أن رجب حي يرزق«.
من جهته، رفض مكتب الأمن الوقائي في نابلس التعقيب على الموضوع، فيما قال مصدر امني فلسطيني مطلع إن »اعتقال الشريف يأتي ضمن محاولات السلطة لفرض سلطة النظام في الضفة ومنع قيام قوة تنفيذية أو جهة تعرقل جهود الحفاظ على سيادة السلطة وشرعيتها«.
وانتقدت كتائب القسام، في بيان، اعتقال »عصابات« الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشريف من منزل عائلته »في جريمة خيانية جديدة«. وأشارت إلى أن »أساليب التعذيب البشعة والقذرة التي ترتكبها أجهزة عباس في مسالخها، وخاصة سجن الجنيد، قد أدت إلى كشف هذا اللغز والذي يعدّ هدية مجانية تقدمها هذه الأجهزة المتساقطة لأسيادها الصهاينة«. وأشارت إلى أن »قوات الاحتلال الصهيوني تطارد الشريف منذ العام ١٩٩٦«.
وأضاف البيان أن الكتائب تترقب »بكل مسؤولية التطورات المقبلة لحظة بلحظة«، معتبرة أن »هذه الجريمة الجديدة التي ترتكبها عصابات عباس الأمنية، طعنة في خاصرة المقاومة وتعاون مفضوح مع الاحتلال، في هذا الزمـن الـذي أصبحت فيه الخـيانة وجهة نظر«.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد