المعارضة اليونانية تدعو لوقف العنف واستقالة الحكومة
دعت المعارضة في اليونان إلى وقف العنف الذي تشهده البلاد منذ خمسة أيام في وقت واصل فيه آلاف المتظاهرين احتجاجاتهم بأثينا عقب مقتل فتى في الـ15 من عمره برصاص الشرطة في العاصمة أثينا.
جاءت هذه الدعوة على لسان زعيم الحزب الاشتراكي المعارض جورج باباندريو الذي طالب في الوقت نفسه باستقالة الحكومة المحافظة وتنظيم انتخابات مبكرة.
وقال باباندريو "الحكومة فقدت ثقة الشعب، الشيء الوحيد الذي يمكن أن تقدمه هو أن تستقيل وتتجه للشعب لطلب رأيه".
في المقابل واصل عدة آلاف من المتظاهرين احتجاجاتهم أمام مقر البرلمان اليوناني في العاصمة أثينا، بالتزامن مع إضراب عام دعت إليه الأحزاب العمالية احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية.
وذكرت تقارير صحفية أن نقابات العمال تحتج على الإصلاحات الأخيرة التي أدخلتها الحكومة على نظام المعاشات التي تقضي برفع سن التقاعد وخفض المزايا التي يحصل عليها المتقاعدون.
وتعارض النقابات أيضا الإصلاحات العمالية الأخيرة وعمليات الخصخصة وإجراءات جمع الضرائب.
وذكرت التقارير أن الإضراب العام أدى إلى وقف رحلات الطيران واغلاق بنوك ومدارس.
وقال مراسل الجزيرة نت بأثينا شادي الأيوبي إن آلاف الطلاب والعمال والموظفين رفعوا الأعلام النقابية والحزبية وهتفوا بعبارات التنديد والوعيد للحكومة، وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عما وصفوه بالفضائح التي ظهرت مؤخرا في مجالات عديدة.
وأضاف أنهم طالبوا أيضا المسؤولين برفع الغطاء عن رجال الأمن الذين يتورطون في عمليات تعذيب لمواطنين وأجانب.
ونقل المراسل عن نائب رئيس اتحاد عمال الموانئ اليونانيين بتروس بالانديس قوله في تصريح للجزيرة نت إن احتجاجاتهم موجهة ضد الظلم الاجتماعي الذي طال جميع الشرائح المتوسطة والفقيرة.
وفي أولى الانعكاسات ذكر الاتحاد الوطني للتجارة باليونان أن" كلفة الأضرار في أثينا وحدها تقدر بنحو 200 مليون يورو"، مشيرا إلى أن 565 متجرا أصيبت بأضرار في العاصمة وحدها.
وتقدر نقابة تجار أثينا حجم الخسائر بسبب أعمال الشغب التي أعقبت مقتل الصبي بنحو مليار يورو (ما يعادل 1.3 مليار دولار).
وردا على أعمال العنف تعهدت الحكومة بتقديم تعويضات مالية لأصحاب المتاجر المتضررة إضافة إلى خفض للضرائب وتوفير قروض.
وأدى الإضراب العام الذي نفذ الأربعاء إلى إغلاق مطار أثينا الدولي وبالتالي إلغاء الرحلات القادمة والمغادرة إلى أثينا، وإغلاق بعض البنوك والمدارس، تعطل حركة المواصلات (الحافلات والمترو وقطارات الضواحي) في العاصمة أثينا.
وقد اندلعت هذه الاحتجاجات بعد مقتل الفتى ألكسندروس غريغوروبولوس (15 عاما) السبت الماضي برصاصة أطلقها الشرطي إيبامنونداس كوركونياس (37 عاما)، وشملت حتى الآن نحو عشر مدن يونانية.
وتحولت جنازة الفتى لميدان مواجهات بين المشيعين ورجال مكافحة الشغب، كما أضرمت النيران في العديد من المباني والحافلات الرسمية والخاصة، وتعرضت محال تجارية للسلب والنهب.
في السياق ذكرت مصادر قضائية أنه وجهت رسميا تهمة القتل العمد للشرطي الذي اعتقل كونه وراء حادث قتل الفتى.
وأشارت أسوشيتد برس إلى أن القضاء وجه أيضا تهمة المشاركة في القتل لشرطي آخر دون تحديد تاريخ المحاكمة.
وكان المتهم الرئيس كوركونياس قال في وقت سابق إنه أطلق فقط عيارات تحذيرية عندما هاجم الفتى ورفاقه سيارة شرطة بالحجارة في حي إسكارخيا. لكن أحد الشهود قال إنه رآه وهو يصوب مسدسه نحو الضحية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد