غارة أميركية تقتل ١٤ باكستانياً
واشنطن لا تأبه، على ما يبدو، لـ»توتر علاقاتها« مع حليفتها إسلام أباد، فهي تواصل انتهاك سيادة باكستان، حيث أغارت أمس، للمرة الرابعة خلال أسبوع، طائرة أميركية بلا طيار على بلدة تل خل في إقليم وزيرستان الشمالية، موديةً بحياة ١٤ شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال.
وتأتي هذه الضربة غداة تبادل تصريحات حادة بين الولايات المتحدة وباكستان، بعدما هددت واشنطن بمضاعفة عملياتها على »جانبي الحدود« مع أفغانستان، فيما أقسمت إسلام أباد على مواجهتها »مهما كان الثمن«.
وقال مسؤولون في إدارة تل خل القريبة من مدينة ميرانشاه إن الصاروخ سقط على منزل في البلدة و»قتل ١٤ شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، وأصاب ١٢«، فيما أوضح مسؤولون آخرون أن المنزل كان مستأجراً من منظمة البدر الأفغانية التابعة لرئيس الوزراء الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار.
وعلى الفور تداعى كبار القادة العسكريين الباكستانيين إلى اجتماع في العاصمة العسكرية روالبندي، مع قائد الجيش اشفاق كياني، تعهد فيه بـ»حماية وحدة أراضي باكستان مع دعم كامل من الشعب والحكومة«.
من جهته، هدد حزب »الرابطة الإسلامية« الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف بأن بلاده قد تنسحب من الحرب على الإرهاب، جراء استيائها من الهجمات الأميركية، داعياً البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لبحث سبل الرد عليها.
وفي واشنطن، أكد مسؤولون في وزارة الدفاع أن الرئيس جورج بوش أمر فعلاً جنوده »سراً« بشن هجمات داخل باكستان.
ورأى مسؤول في الإدارة الأميركية ما هو »إيجابي« في »توتر العلاقات« الأميركية الباكستانية، وهو أن »الطرفين يتحدثان إلى بعضهما بصراحة، حول ما يحتاجه كل منهما«، مؤكداً أن واشنطن تريد »إطلاق يد القادة العسكريين في الجانب الأفغاني« منذ اشهر، ضد ما تقول إنه معاقل طالبان في باكستان، لأنها »مستاءة من التأخير وأحيانا الامتناع عن التجاوب« الباكستاني مع »معلومات استخباراتية« بشأن تحركات لطالبان على الحدود، فضلاً عن غياب التحرك الباكستاني في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة المتشددين، بحسب ما قال المسؤول.
وبدورها، قالت المستشارة السابقة في البنتاغون ليزا كورتيس »أظن أن قرارا اتخذ من قبل واشنطن مفاده: طفح الكيل، ولا بد من معالجة المشكلة بأنفسنا«، وخاصةً بعدما أفادت معلومات أن الاستخبارات الباكستانية مرتبطة بتفجير السفارة الهندية في باكستان في تموز الماضي، وأن كياني كان على علم بالمخطط، حسبما نقلت صحيفة »نيويورك تايمز« عن مسؤول اميركي.
من جهتها، ذكرت صحيفة »واشنطن بوست« أن أحد كبار المسؤولين في البنتاغون أبلغ كياني الشهر الماضي بأنه »في حال فشل باكستان في كبح تدفق المتشددين إلى أفغانستان، فإن واشنطن ستعتمد استراتيجية جديدة تتيح لها شن غارات على تجمعات محددة للمتمردين«، وهو أمر اعتقد كياني أنه لا يزال قيد البحث، حسبما قال مسؤول باكستاني كبير.
ولكن محللين رجحوا »ألا تأتِي الجهود« التي تبذلها واشنطن لمكافحة الإرهاب في باكستان »أُكُلَها«، بسبب الاستراتيجية غير المكتملة بين البلدين الحليفين، وافتقارها إلى التأييد المحلي على الحدود مع أفغانستان.
ورأى المحلل في جامعة »هارفرد« حسن عباس أن الهجمات الأميركية قد »تضعف الثقة في الحكومة الباكستانية الجديدة«، واصفاً توقيتها بأنه »مفاجئ، لأنه يخلق مشاكل سياسية للرئيس الجديد«، آصف زرداري.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد