محامو أولمرت يخفقون في تقويض شهادة تالينسكي

أثار محامو رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس، شكوكا حول ذاكرة رجل الأعمال الاميركي اليهودي موريس تالينسكي، في اليوم الثاني من الاستجواب المضاد الذي يخضع له في إسرائيل حول اتهامات بأنه قدم رشى الى اولمرت، لكن هؤلاء لم ينجحوا في تقويض شهادته إلى الشرطة، التي تهدد بإنهاء الحياة السياسية لرئيس الحكومة.
وفي محاولة لتقويض شهادة تالينسكي، طلب احد محامي اولمرت، ايلي زوهار، منه ان يقدم تفاصيل حول التبرعات التي قدمها الى رئيس الوزراء، وتقدر بحوالى ١٥٠ الف دولار، وتحديد الايام التي منحها فيها، وما اذا كانت نقدا ام عبر شيكات.
وسعى زوهار الى اظهار ان ثمة تناقضا في شهادة تالينسكي، فسأله عما اذا »كان هناك خطأ في ما تتذكره«، واجاب رجل الاعمال الاميركي »ربما هنا او هناك« لكنه أصر على ان شهادته في مجملها دقيقة.
وحاول زوهار ان يدفع تالينسكي (٧٦ عاما) الى الاقرار بأن ذاكرته تخونه، قائلا »علينا نحن الطاعنين في السن الاقرار بأننا لا نتذكر. هذا ما اتوقع منك ان تقوله. انت لا تتذكر« مضيفا »أنت تختلق قصة وأشعر بالأسى لحالك«.
وتحدى زوهار تالينسكي أن يذكر إن كان قد قدم الاموال الى اولمرت نقدا أم بشيكات. وكان تالينسكي قد قال في شهادته في ايار الماضي إنه قدم أموالا نقدية وشيكات. وقال رجل الاعمال الاميركي للمحكمة امس إنه قدم الاموال نقدا فقط، فعلق زوهار »الكذب مجدداً«. وهنا تساءل تالينسكي »هذا تم على مدى عشر سنوات، وتطلب مني أن أتذكر كل تفصيل؟«.
ورفضت المحكمة طلب تالينسكي بأن تقلص الاستجواب المضاد إلى يوم إضافي واحد فقط، موضحا انه يريد العودة الى الولايات المتحدة يوم غد الاحد ليكون الى جانب زوجته المريضة، على ان يعود الى إسرائيل في ايلول المقبل، حيث يمكن استجوابه مجدداً. وقال للقضاة »ليس عندي الطاقة ببساطة... للبقاء ابعد من يوم الأحد« مضيفا »زوجتي وحياتي وأعمالي معطلة تماما بسبب هذا (الاستجواب). هذا الامر أنهكني تماما... لم يعد بإمكاني الاستمرار في ذلك«.
وبرغم ذلك، بدا ان فريق الدفاع اخفق في تحقيق الانقلاب الدراماتيكي المطلوب لضمان براءة اولمرت وإنقاذ حياته السياسية. وقال محامي تالينسكي، جاكي شين، »حين تتحدث عن حوالى تسعة او عشرة استجوابات قامت بها الشرطة لرجل في الـ٧٦ من العمر، والضغط الممارس عليه في التحقيقات، من الواضح انه ستكون هناك تناقضات في شهادته« مضيفا »هل ان جوهر شهادته صحيح؟... لا شك في ذلك«.
وتأكيداً لهذا الرأي، ذكرت صحيفة »يديعوت احرونوت« ان »تالينسكي لم ينهر فوق القوس والامال التي عبر عنها محامو اولمرت تبخرت« مشيرة الى ان الاستجواب المضاد قد يكون له »فعل القنبلة« بحيث يرتد على رئيس الوزراء.
واعتبر المعلق القضائي في الاذاعة الاسرائيلية موشيه نغبي، من جهته، ان »الدفاع وقع في الفخ وكلما اراد التشكيك في مصداقية تالينسكي والنيل منه، كلما دفع باتجاه طرح السؤال التالي وهو »لماذا جعل اولمرت من شخص كهذا ممولا رئيسيا لحملاته الانتخابية؟«.

المصدر: وكالات