ساركوزي يعلن استراتيجية دفاعية جديدة

اطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس استراتيجية دفاعية جديدة معلناً ان بلاده ستعيد هيكلة جيشها بحيث يصبح قوة اصغر ولكن افضل تسليحاً وأسرع حركة. وقال في كلمة أمام ثلاثة آلاف عسكري في باريس، خصصها لعرض الاستراتيجية الجديدة، إن فرنسا لم تعد تتعرض الآن لغزو خارجي، وأن طبيعة التهديدات قد تغيرت، مشيراً خصوصاً إلى التهديد الإرهابي.

وقال: “من الآن فصاعداً، سيكون دفاع فرنسا مركزاً على الداخل وعلى أماكن تبعد آلاف الكيلومترات في آن واحد معاً”.

وأضاف أنه يتعين على فرنسا وجيشها التأقلم مع تهديدات جديدة، موضحاً أن التهديد الأكثر آنية هو “خطر هجوم ارهابي يتم بوسائل كيميائية وبيولوجية”.

وأشار ساركوزي إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستعطي أولوية للاستخبارات وخفض عديد القوات من أجل خفض النفقات.

وفي إطار الاستراتيجية الجديدة، اعلن ساركوزي أن فرنسا ستعود قريباً إلى القيادة العسكرية لحلف الأطلسي، مؤكداً في الوقت ذاته أن القوات النووية الفرنسية ستبقى تحت قيادة “وطنية حصراً”.

وقال: “لا شيء يتعارض مع مشاركتنا في البنى العسكرية للحلف الأطلسي”.

وأضاف أن “فرنسا هي حليف مستقل، شريك حر، المبادئ التي أرساها في تاريخها الجنرال ديجول، اجعلها مبادئي: فرنسا ستحافظ في كافة الظروف على حرية التقدير الكامل بشأن ارسال قواتها في مهمة”.

وشدد على ان “فرنسا لن تضع أية كتيبة عسكرية تحت قيادة الحلف الأطلسي في زمن السلم والقدرة النووية الفرنسية ستظل وطنية حصرا مع انني واثق ان قدرتنا على الردع، تسهم في حفظ أمن أوروبا برمتها”.

وأضاف “استناداً إلى هذه المبادئ (...) يمكننا تحديث علاقتنا مع الحلف الأطلسي دون خوف على استقلالنا ودون خطر جرنا إلى حرب رغما عن ارادتنا”.

وبعد 43 عاماً على قرار الجنرال شارل ديغول اخراج فرنسا من القيادة العسكرية للحلف الأطلسي، تشكل هذه العودة خطوة اخيرة رمزية تخطوها فرنسا في وقت تضع فيه باريس نفسها في مقدمة المساهمين الرئيسيين في ميزانية الحلف وعملياته العسكرية.

من جهة ثانية، اعرب ساركوزي عن رغبته في “تحديث” الاتفاقيات العسكرية بين فرنسا وافريقيا من دون “التخلي” عن تلك القارة.

وقال: “سنجدد اتفاقاتنا في افريقيا ونعيد التوازن لقواعدنا العسكرية”.

واضاف أن “ذلك لا يعني إننا سنتخلى عن افريقيا بل العكس”، وتابع: “نريد التعاون مع كافة الدول الأوروبية والافريقية التي تتقاسم معنا الفكرة القائلة بأن افريقيا هي مفتاح التنمية والأمن الدولي خلال السنوات المقبلة”.        

المصدر: وكالات