عملية "الوهم المتبدد" آخر إنجازات المقاومة الفلسطينية

ثأرت المقاومة الفلسطينية لصرخة الطفلة هدى غالية التي قتلت عائلتها أمام ناظريها على شاطئ غزة قبل اسبوعين، وللمذابح التي ارتكبها الاحتلال في القطاع في الاسابيع الاخيرة، ونفذت عملية نوعية امس خلف خطوط العدو قرب معبر كيرم شالوم على المثلث الحدودي بين اسرائيل وغزة ومصر، هي الاولى منذ انسحاب الاحتلال من القطاع في ايلول من العام الماضي، ادت الى مقتل جنديين اسرائيليين واصابة اربعة آخرين بالاضافة الى أسر آخر، فيما استشهد مقاومان فلسطينيان، في وقت شدد فصيل شارك في عملية كيرم شالوم على ان الافراج عن الجندي المخطوف سيكون مقابل جائزة بالنسبة الى شعبنا.
وجاء في بيان مشترك للأجنحة العسكرية الثلاثة التى نفذت العملية وهي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام وهو منظمة جديدة، تمكن مجاهدونا من تنفيذ عملية الوهم المتبدد والتي بدأت في تمام الساعة الخامسة والربع من صباح اليوم (امس) الاحد حيث استهدفت العملية مواقع الاسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني على الحدود الشرقية لمدينة رفح حيث تم انزال مجاهدينا خلف خطوط العدو لاستهداف اهداف عسكرية واستخبارية موضحا انه تمت مهاجمة مدرعة صهيونية مما أدى الى مقتل طاقمها بالكامل كما تم استهداف دبابة صهيونية فقتل جميع من كانوا بداخلها وقد تمكن مجاهدونا من الاجهاز على طاقم الموقع بالكامل وقد عاد مجاهدونا الى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن بعد ان نكلوا في هذا العدو وشفوا صدور قوم مؤمنين. وتابع البيان لتكن هذه العملية رسالة بليغة واخيرة لقيادة العدو لكي تجنب المدنيين نيرانها الحاقدة وان تجعل المساجلة بين ابطال المقاومة وجنودها المهزومين.
وقال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية ابو مجاهد استشهد في العملية النوعية المعقدة، عملية الوهم المتبدد، اثنان من افراد المجموعة وهما محمد فروانة (22 عاما) من خان يونس وهو من مجموعة جيش الاسلام غير المعروفة حتى الان، وحامد الرنتيسي (22 عاما) من رفح وهو من مجموعات الوية الناصر صلاح الدين مشيرا الى عودة باقي افراد المجموعة الى قواعدهم سالمين.
وقال قائد جيش الاسلام، أبو محمد، ان العملية هي الأولى من سلسلة عمليات خطط لتنفيذها وستحدث خلالها مفاجآت كبيرة للعدو الصهيوني. وأفاد شهود عيان أن والدة محمد فروانة اقدمت على توزيع الحلوى أمام منزلها في غزة، بعد الاعلان عن العملية، مبدية فرحتها بالعملية ومعلنة أنها مستعدة للتضحية بنفسها.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، من جهته، إن العملية هي رد فعل طبيعي على الجرائم الاسرائيلية ضد النساء والشيوخ والاطفال ورد على اغتيال القائدين (ابو يوسف) القوقا و(الامين العام للجان المقاومة الشعبية جمال) أبو سمهدانة مضيفا أن العملية هي استجابة لصرخة الطفلة هدى غالية التي قتلت عائلتها أمام ناظريها من دون أن تحرك صرخات هذه الطفلة ضمائر هذا العالم الظالم أو هذا المجتمع الدولي الظالم.
من جهته، قال قائد الفرقة الاسرائيلية المنتشرة في محيط غزة افيف كوشافي ان مجموعة من سبعة او ثمانية فلسطينيين حفرت نفقا طوله 300 متر قرب معبر كيرم شالوم وتمكنت من التسلل الى الجانب الاخر من السياج المحيط بغزة، مشيرا الى ان الاحتلال كان يجهل وجود النفق.
وامضى الفلسطينيون اشهرا في حفر الخندق، وهو بطول 800 متر 500 منها في غزة و300 في اسرائيل. وهاجم المقاومون المركز من الخلف، وهو احد الاسباب ان القوات فوجئت بحسب المتحدث باسم الاحتلال ياكوب دلال.
واوضح كوشافي إن منفذي العملية انقسموا إلى ثلاث خلايا، هاجمت إحداها عربة مدرعة شاغرة واصابتها بشكل مباشر بصاروخ مضاد للدروع، فيما اطلقت الثانية صاروخا على دبابة ميركافا قتل فيها ضابط وجندي واصيب آخر بجروح خطرة كما فقد جندي، في وقت كانت صواريخ مضادة للدبابات تطلق على العربتين من غزة. كذلك هاجم المقاومون برج مراقبة بالرشاشات، ما ادى الى استشهاد عدد منهم في الاشتباك مع جنود الاحتلال الذي اصيب ثلاثة منهم.
وتوغلت دبابات اسرائيلية وهي تطلق القذائف والقنابل الصوتية، مدعومة بمروحيات من نوع اباتشي، في غزة بحثا عن الجندي المخطوف الذي يدعى جلعاد شاليت (19 عاما)، وقال مصدر عسكري انه عثر على سترته الواقية من الرصاص مضرجة بالدم على مقربة من موقع العملية. وقال رئيس هيئة الموارد البشرية في الجيش الاسرائيلي الجنرال العازر شتيرن، ان شاليت كان بمقدوره السير على قدميه حين فقد.
وشاليت هو اول جندي اسرائيلي يخطفه مقاومون منذ 12 عاما، حين خطف ناحسون واكسمان (19 عاما)، وهو اسرائيلي اميركي، في تشرين الاول العام ,1994 قبل ان يقتل في غارة شنتها وحدة كوماندوس اسرائيلية لانقاذه في الضفة الغربية ادت ايضا الى استشهاد اثنين من الخاطفين.
وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حلوتس بحسب معلوماتنا فان الجندي المخطوف لا يزال حيا مضيفا أنه يتم القيام بكل شيء لكي لا يتم تهريب الجندي المخطوف إلى سيناء.
وقال المحلل الاسرائيلي للشؤون العربية تسفي يحزكيلي إن الفلسطينيين يحاولون اتباع طريقة حزب الله بحيث لا يفصح الخاطفون عن اي معلومات تذكر.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر نناشد الحفاظ على حياة الجندي اذا كان لا زال على قيد الحياة وان يتم الافراج عنه مضيفا نحن لا نستهين بحياة احد ولكن كما يطالب العالم بالحفاظ على حياة الجندي نطالب الجميع وقف اي عدوان اسرائيلي محتمل للحفاظ على حياة اهلنا وشعبنا في غزة.
غير ان شبكة تلفزيونية تديرها حماس بثت بيانا للمتحدث باسم جيش الاسلام، أبو مثنى، رفض فيه الدعوة. وقال ان مطالب المنظمة في مقابل الافراج عن الجندي ستكون جائزة بالنسبة الى شعبنا.
واغلقت اسرائيل معبري رفح والمنطار، ما ينذر بكارثة اقتصادية وانسانية بالنسبة الى الفلسطينيين.
السلطة
في المقابل، ذكرت الرئاسة الفلسطينية في بيان لقد حذرنا دائما من خطورة ان تقوم مجموعة ما او فصيل بمفرده بالخروج عن الاجماع الوطني والقيام بعمليات يدفع الشعب الفلسطيني بأسره ثمنها، وتكلفنا الكثير من التضحيات وتزيد من الحصار الدولي علينا وتفقدنا ما يمكن احرازه من دعم وتعاطف دوليين مضيفة سنجري تحقيقا شاملا وسريعا حول منفذي هذه العملية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجرى سلسة اتصالات عاجلة منذ صباح اليوم (امس) مع الرؤساء والملوك العرب منهم الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الاسد والملك عبد الله الثاني ملك الاردن والجهات الأوروبية والدولية لطلب المساعدة لاحتواء الموقف الخطير لمنع اسرائيل من استغلال ما حدث.
وكان ابو ردينة قد قال امس الاول ان ابو مازن تلقى اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وجه خلاله دعوة الى الرئيس عباس لزيارة دمشق، فوعد بتلبية الدعوة قريبا.
في القاهرة، دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط السلطة الفلسطينية الى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على الجماعات التي تقوم بمثل هذه العمليات، موضحاً ان مصر تجري اتصالات مكثفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذلك مع الإدارة الأميركية للسيطرة على الأوضاع وحث جميع الأطراف على الالتزام بالهدوء، فيما طالب الملك الأردني عبد الله الثاني أبو مازن بممارسة أعلى درجات ضبط النفس وتحكيم لغة العقل والمنطق.

المصدر: وكالات