دراسة: العطاء أقصر الطرق إلى السعادة
إذا أردت أن تكون سعيدا فسارع إلى الإنفاق في وجوه البر. هذا ما جاء في ذي إندبندنت بناء على دراسة جديدة.
وقالت الصحيفة إن بعض علماء النفس توصلوا إلى أن أعمال البر يمكن أن تكون أقصر الطرق للوصول إلى السعادة.
ففي دراسة لمحاولة تفسير تناقض الحياة المعاصرة -لماذا تكاثر الأموال لا يجعل الناس بالضرورة أسعد حالا- اكتشف العلماء أن كل ما ينفقه الناس من مالهم مهم بنفس الكم الذي يكسبوه، وأن أعظم المتع على الإطلاق يمكن أن تتحقق بالتبرع بالمال، إما لشخص تعرفه أو للجمعيات الخيرية.
وقالت الصحيفة إن البحث عن السعادة حق إنساني أصيل وغالبا ما يرتبط بالثروة، لكن الدراسات بينت أن أغنى الدول ليست أسعد الشعوب دائما.
وقال أحد العلماء إنه "بالرغم من زيادة الدخول الثابتة في العقود الأخيرة، فإن مستويات السعادة قد ظلت إلى حد كبير في أدنى درجاتها في الدول المتقدمة عبر الزمن".
وأضاف أن "أحد أكثر التفسيرات إثارة لهذا الاكتشاف المضاد للفطرة هو أن الناس غالبا ما يبذرون ثرواتهم المتزايدة على ملاهي لا تعود عليهم إلا بالنذر اليسير في بحثهم عن السعادة الدائمة، كشراء السلع الاستهلاكية الغالية".
وتوصل العلماء إلى أن الذين ينفقون أموالهم على الآخرين كانوا أسعد، بينما أولئك الذين أنفقوا أموالهم على ملذاتهم الشخصية لم يشعروا بسعادة.
وقد اكتشف العلماء في دراسة أولية لـ632 رجلا وامرأة أميركيين أن الإنفاق على الآخرين كان مؤشرا قويا على السعادة العامة.
وأضافت ذي إندبندنت أنه في تجربة نهائية أعطى العلماء 46 طالبا متطوعا مظروفا فيه خمسة دولارات أو عشرين دولارا وقيل لهم أن ينفقوا المال في موعد غايته الساعة الخامسة مساء، إما على أنفسهم أو على أشخاص آخرين. وبينت التجربة أن الذين طلب منهم إنفاق هذا الكسب المفاجئ على الآخرين شعروا بأنهم أسعد حالا في نهاية اليوم من أولئك الذين أنفقوا المال على أنفسهم.
واستنتج العلماء من التجربة السابقة أن مجرد تغييرات طفيفة في مخصصات الإنفاق، حتى ولو كانت خمسة دولارت، قد تكون كافية لتحقيق مكاسب حقيقية في السعادة في يوم معين.
وتساءل العلماء، إذا كان إخراج القليل من المال للآخرين يمكن أن يجعل الناس أسعد، فلماذا يفشل الكثير منا في القيام بذلك؟
وختمت ذي إندبندنت بما اقترحه العلماء بأن بمقدور الحكومات أن تزيد سعادة مواطنيها بسياسات توضع لتعزيز الإنفاق الاجتماعي بتشجيع الناس على استثمار دخولهم في الآخرين بدلا من أنفسهم.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد