نصيحة لا أعمل بها
الصداقة تبادل أسرار، وخرابها يأتي بضرر عظيم على كلا المتشاركين فيها، إذ لا يوجد قانون يحمي أحدهما من تنكيل وتشهير الآخر، لذلك أنصح الإخوة السائقين على دروب الحياة ومتاهاتها أن لا يصادقوا صاحب المال ولا صاحب السلطان حيث لا طاقة لك على مجابهتهما فيما لوفقدت مودتهما. كما لا أنصح بمصادقة المثقفين وأنواع الفنانين لأنهم أنانيون، بينما الصداقة تحتاج إلى الندية في العلاقة، وبالتالي فإن عدم مصادقة الموظفين أمر مفروغ منه لأنهم تربوا على التراتبية في المعاملة.. كذلك لا أنصح بمصادقة الفقراء والمتبطلين إذ لا ينوبك منهم سوى النق والبق والشكوى والأنين فكيف إذا انقلبت الصداقة إلى عداوة.. وإذا قنطت من الجميع بعد طول تجربة فلا تفكر بمصادقة نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، ولن تبلغ شأواً طالما أنك تطاوع هواك..
كن فرداً لا شريك له وأكمل رسالتك في الحياة كما ينبغي أن تكون، وبالطريقة التي تخلد اسمك، ولا تتورط دائماً بالأصدقاء، فلو كانت الصداقة أمراً جيداً لاتخذ الرب صديقاً له، ولما أضافت العرب صفة (الخل الوفي) إلى مستحيلاتها الثلاث، ذلك أن الصداقة علاقة رفيعة المستوى لم تدركها الحيوانات الناطقة بعد!؟.
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد