مصر تدمر 186 نفقاً وتصادر ذخائر وأسلحة للمقاومة الفلسطينية
أعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن أمله في نجاح المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه مدينة أنابوليس الاميركية الأسبوع المقبل، في إطلاق «مفاوضات جادة في إطار زمني محدد». ورفض عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في منتجع شرم الشيخ أمس، التكهنات بفشل المؤتمر، على رغم إقراره بوجود بعض الصعوبات.
وقال مبارك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أولمرت عقب محادثاتهما: «أتطلع مخلصاً إلى نجاح اجتماع أنابوليس في إطلاق مفاوضات سلام جادة تتناول قضايا الوضع النهائي في إطار زمني محدد ووفق آلية للمتابعة متفق عليها».
وأبدى ارتياحه لـ «المشاورات الصريحة والبناءة (مع أولمرت) حول قضية السلام والعلاقات الثنائية»، مشيراً إلى أنها تأتي «في إطار اتصالات مصرية متواصلة بالجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأطراف الإقليمية والدولية من أجل إنجاح هذا الاجتماع، كي يسفر عن نتائج ملموسة تكسر جمود عملية السلام على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وتفتح الطريق لإحراز تقدم مماثل على باقي المسارات». وأضاف: «أتطلع إلى مواقف بناءة من رئيس الوزراء أولمرت تسهم في إرساء هذه الدعائم وفي نجاح الاجتماع الدولي المقبل».
وشدد مبارك على أن «أنابوليس بداية لمفاوضات جادة بدأت بالفعل منذ فترة»، معرباً عن أمله «في نجاح هذه المفاوضات في غضون عام - كما أبغلتنا وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية كوندوليزا رايس - حتى تستمر عملية السلام». وأضاف: «دعونا لا ندّعي أن المفاوضات ستفشل، ولكن لننتظر حتى نرى ما سيحدث في أنابوليس. هناك بعض العقبات وعلينا أن نعمل على تسهيلها حتى تستمر عملية المفاوضات، وإذا لم تنجح في تحقيق أهدافها، فهذا شيء آخر».
وحين سُئل عن كيفية قيام دولة فلسطينية في ظل سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة، قال مبارك إن «حماس وفتح بينهما بعض المشاكل، وعند قيام الدولة الفلسطينية لا بد من أن تكون هناك دولة واحدة تضم غزة ورام الله برئيس واحد، وهذا سيأخذ طبعاً بعض الوقت».
وأشاد أولمرت بحديث مبارك عن أن أنابوليس سيكون تدشيناً للمفاوضات. وقال «الرئيس مبارك دائماً إنسان جاد وواقعي ينظر إلى الأمور نظرة عملية (...) الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مستمر منذ 60 عاماً، ولن يتم حل الأزمة في يوم أو يومين. ومن الطبيعي أن تكون هناك خلافات في الرأي، لكننا نأمل في إمكان التوصل إلى نتائج مرضية خلال العام 2008».
ورأى أولمرت أن «هدف اجتماع أنابوليس هو بدء مفاوضات جادة نحو التوصل إلى تسوية لكل المشاكل الأساسية، تسوية للتوصل إلى دولتين للشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي». وأكد تصميم بلاده على وقف العمليات «الإرهابية» التي تمارس ضد إسرائيل، مشيراً إلى أنها ستواصل عملياتها ضد «الإرهابيين من حماس» الذين يحاولون التسلل إلى أراضيها. وأضاف: «يجب أن يكون واضحاً أنه لن يتم تنفيذ الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه إلا بتنفيذ خريطة الطريق، وغزة جزء من الدولة الفلسطينية».
وفي ما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام ودورها كمرجعية لاجتماع انابوليس، شدد مبارك على أن «أحداً لا يستطيع أن يغفل المبادرة العربية وسيتم الرجوع إليها». وعلّق أولمرت قائلاً: «إسرائيل تنظر بجدية وبتقدير إلى المبادرة العربية للسلام وتوليها اهتماماً كبيراً من أجل التوصل إلى تسوية شاملة. وليس هناك شك في أن هذه المبادرة سيكون لها دور مهم في إحراز تقدم في القضية الفلسطينية بل وتحقيق السلام في المنطقة بأسرها».
وأضاف: «أرغب في أن أوضح أن هذا المؤتمر يعد بداية للمفاوضات وليس نهايتها، وأرجو أن يعلم العالم العربي كله أن المفاوضات ستتناول كل القضايا الرئيسية من أجل التوصل إلى إقامة دولتين. لن نتهرب من أي مشكلة ولن نتجاوز أي موضوع يشغل الفلسطينيين، وبالتالي لن نسمح بمرور أي موضوع يهم إسرائيل أيضاً، وعلى رأس ذلك محاربة الإرهاب».
وسُئل مبارك عن مشكلة الأنفاق الحدودية وتهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، فأجاب أن «هذه العملية ليست بسيطة، ونحن نبذل مجهوداً كبيراً لمنع تهريب الأسلحة من إسرائيل أو إليها. دمرنا خلال الشهور الستة الماضية 186 نفقا وهناك أعمال لا نعلنها مثل ضبط الاسلحة والذخائر (...) ضبطنا كمية كبيرة من الذخائر بالأطنان. ونحن لا نتساهل في هذه القضية». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية تجتمع كل أسبوع من أجل تلافي هذا الموضوع، كما أننا لسنا على استعداد لترك متفجرات أو أسلحة داخل سيناء أو إسرائيل».
وأكد أولمرت أنه أجرى محادثات جدية حول تهريب الأسلحة مع مبارك، «وتم تحديد برنامج العمل المشترك بين أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية من أجل منع دخول الإرهابيين من قطاع غزة». وفي ما يتعلق بالحصار المفروض على غزة، قال: «أود أن أذكركم أن مواطناً إسرائيلياً قُتل الليلة الماضية، وهذه ظاهرة لا يمكن أن نتهاون فيها على الاطلاق». وأضاف: «كل يوم تطلق صواريخ القسام، على رغم أنه ليس هناك أي وجود إسرائيلي في غزة منذ عامين (...) ولا يمكن لأي أحد أن يجد مبرراً لهذا. هناك التزامات واستحقاقات من جانب الفلسطينيين تجاه إسرائيل، وايضاً لإسرائيل التزامات إزاء الفلسطينيين سننفذها عند تنفيذ الجانب الفلسطيني التزاماته».
ولفت مبارك إلى أن «الاجتماع الدولي سيواكب الذكرى الثلاثين لزيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس، داعياً إلى السلام العادل والدائم والشامل، وحان الوقت لإعطاء دفعة جديدة لجهود السلام تبعث الأمل في تحقيقه وتلتزم بروحه وأسسه ومبادئه».
واعتبر أولمرت أن زيارة السادات «أثبتت أن من الممكن تغيير التاريخ بصورة جذرية». وأضاف: «اليوم تعتبر زيارتي إلى مصر زيارة عادية بفضل ذلك التغير الجذري الذي حدث منذ 30 عاماً عندما زار الرئيس السادات إسرائيل والكنيست، بتأييد من الرئيس مبارك عندما كان نائباً له».
وسأل صحافي إسرائيلي مبارك الذي لم يزر إسرائيل سوى مرة واحدة للمشاركة في تشييع رئيس وزرائها الراحل إسحاق رابين، عن احتمال قيامه بزيارة مماثلة، فأجاب مبارك أنه «على استعداد لزيارة إسرائيل إذا ساعد ذلك في حل القضية الفلسطينية». وأضاف أن «العلاقة بين مصر وإسرائيل مستقرة وليست عندنا مشكلة في زيارات متبادلة من إسرائيل إلى مصر أو العكس». وعقب أولمرت قائلاً إن «مبارك صديق لإسرائيل ودائما أوجه له الدعوة لأن يحل ضيفاً علينا».
جيهان الحسيني
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد