عباس على خطى السنيورة
دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى نشر قوة دولية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في ختام مباحثات عقداها في رام الله بالضفة الغربية "أكدنا على ضرورة نشر قوة دولية في القطاع، لضمان نقل المساعدات الإنسانية، والسماح للمواطنين بالدخول والخروج بحرية".
غير أن برودي قال إنه لم يبحث في الأمور التفصيلية الخاصة بإرسال قوات دولية إلى غزة، مشيرا في الوقت ذاته لدعم بلاده لحكومة الطوارئ الفلسطينية. وكان برودي قد أجرى أمس محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين.
ومن جانب آخر لا زال أكثر من ستة آلاف فلسطيني عالقين على الجانب المصري من معبر رفح منذ أكثر من خمسة أسابيع، بسبب رفض إسرائيل السماح لهم بدخول قطاع غزة، وذلك رغم الحديث منذ أمس عن قبول السلطة الفلسطينية عرضا إسرائيليا مصريا لإدخال هؤلاء عبر معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وقد أثار هذا العرض غضب حماس، التي أكدت أن من شأنه أن يعيد سيطرة إسرائيل على القطاع.
واتهمت حماس السلطة وحكومة الطوارئ الفلسطينية بأنهما يعملان على تكريس الانقسام بين الفلسطينيين من خلال قبولهما للعرض، وناشد رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية مصر بالعمل على إعادة العالقين من خلال معبر رفح، الذي يخضع لسيطرة المصريين والفلسطينيين.
ونظمت حماس اليوم اعتصاما أمام معبر رفح، شارك فيه عدد من قياداتها، للمطالبة بفتحه أمام العالقين، الذين قضى منهم لغاية الآن 11 شخصا.
وتعبيرا عن رفضها للعرض المصري الإسرائيلي، قصفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس معبر كرم أبو سالم بست قذائف هاون، كما قصفت تجمعا لآليات جيش الاحتلال في معبر المنطار شرقي مدينة غزة بقذيفتي هاون.
بدوره عبر وزير الإعلام بحكومة الطوارئ رياض المالكي عن تقدير السلطة والحكومة الفلسطينيتين للجهود المصرية.
لكنه أكد أن السلطة والحكومة ترفضان اعتماد معبر كرم أبو سالم بشكل نهائي بديلا عن معبر رفح، وأشار إلى أن وفدا حكوميا أنهى زيارة للجانب المصري من معبر رفح، وقدم تقريرا للحكومة لاتخاذ الإجراءات المناسبة حول هذا الموضوع.
وفيما واصل المسؤولون في حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تبادل الاتهامات، ظهرت مساع فلسطينية جديدة لإنهاء الأزمة ووضع حد لحالة الانقسام.
فقد اتهم رئيس السلطة في تصريحات للتلفزيون الإيطالي حماس بحماية تنظيم القاعدة وتوفير موطئ قدم له بالقطاع.
بالمقابل أعلنت المبادرة الوطنية الفلسطينية والجبهة الشعبية اليوم إطلاق مبادرة للخلاص الوطني وإخراج الوضع الفلسطيني من أزمته.
وأوضحت خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية خلال مؤتمر صحفي أن المبادرة ستسلم إلى قيادات حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى والجامعة العربية، بهدف إطلاق محاولة للمصالحة الوطنية وإعادة الوحدة وحماية المشروع الوطني.
بدوره عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن قناعته بعدم إمكانية حدوث مصالحة بين الحركتين.
وقال في تصريحات لصحيفة أسبانية "التسوية مع حزب الله وحماس، هي تسوية مع الإرهاب، الوحدة مع الإرهاب مخالفة لمبدأ السلام في الشرق الأوسط".
وفي ظل هذه الأجواء يتزايد الدعم الدولي للرئيس الفلسطيني بمواجهة حماس، حيث من المقرر أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إسرائيل والضفة الغربية في الـ16 من هذا الشهر، وتعتبر زيارة رايس هذه هي الأولى منذ إقالة عباس لحكومة هنية.
كما سيلتقي أولمرت وعباس الأسبوع القادم, لمناقشة التعاون الأمني والاحتياجات الإنسانية بالأراضي الفلسطينية، ومن المقرر أن تعقد اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط محادثات بالمنطقة في الـ16 من الشهر الجاري.
ميدانيا اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم ثلاثة نشطاء من كتائب شهداء الأقصى في حي رفيديا بمدينة نابلس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد