هبة مضرية لطرد الماشية من المواقع الأثرية و إحياء قبر مار مارون

الجمل: بعد تجوله في المواقع الأثرية في محلة الشيخ سليمان وموقع قصر الشبل وبراد وكيمار وقلعة سمعان في محافظة حلب. والتي تضم  أكثر من ثمانين  موقعاً أثرياً  تعود لعصور تاريخية مختلفة اصدر السيد محافظ حلب تامر الحجة أوامره  بتنظيف الموقع الذي ثبت أنه يضم قبر مار مارون المغمور بالأعشاب، وتجهيز البنية التحتية المناسبة له وتعبيد الطريق المؤدية إليه، ويبدو أن محافظ حلب  رأى ما يشيب له شعر الرأس في تلك المواقع التي لو كان ربعها في أي بلد  آخر لحرست برمش العين،  وأشعلت لسلامتها الشموع ومنع فيها التصوير، ولكانت منبعا للإلهام  الإبداعي الفني والبحث التاريخي العلمي، عدا عن تحويلها الى محج للسياحة العالمية يدر الملايين، نقول أن محافظ حلب الذي  انتبه لتلك الثروة القومية المهملة، وتعطف عليها بجولة خرج منها بمجموعة أوامر لو اطلعنا عليها، لوجب علينا طأطأة الرأس خجلاً أمام تاريخنا الذي تتغنى به قصائدنا العصماء  ولا نتوانى عن تحويل آثاره على الأرض  الى مراحيض عامة أو اسطبلات لتربية الماشية!!  حيث علمنا وليتنا لم نعلم أن المحافظ  وجه الى قمع الرعاة ومنعهم من استثمار المواقع الأثرية الداشرة  كإسطبلات لمواشيهم،  وأمر رؤساء البلديات في المنطقة بتنظيف تلك المواقع وتخديمها وحراستها، وشدد وأكثر من التشديد على ضرورة وجود أدلاء سياحيين في المنطقة، ورسم حدود واضحة لحرم المواقع الأثرية، ومنع البناء فيه ، وقمع المخالفات، كما وجه اللجنة المشكلة من الآثار والخدمات السياحية الى استخدام المبيدات وكل وسائل تنظيف الأوساخ والأعشاب، ووضع  لوحات تعريف بكل موقع وخرائط لتدل على دروب الوصول الى المواقع، و تفقد الآثار ووضع تقرير عن حالتها ومدى حاجتها للترميم،  بالإضافة إلى تأكيده على عدم السماح لأي جهة كانت بالتعدي على حرم المواقع الأثرية سواء بالبناء او الاستثمار ورعي المواشي بالقرب منها وتكليف المخاتير في المواقع التي لا تتبع للبلديات بحراسة المواقع.‏
 مشكور محافظ حلب على هبته المضرية، ونتمنى أن لا تذهب  تأثيراتها  مع عودته الى مكتب المحافظة النظيف  المهفهف  في قلب حلب.

الجمل
.‏