بايدن: مواجهة الانتقادات أفضل من تمرير قرار الانسحاب من أفغانستان إلى الرئيس المقبل
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن لديه "التزاماً تجاه النساء والرجال الشجعان، والذين يخدمون في جيش الولايات المتحدة الأميركية، ألا يطلب منهم المخاطرة بأرواحهم في صراعات كان يجب إنهاؤها منذ وقت طويل".
وفي تغريدة في "تويتر"، اليوم الثلاثاء، أكد بايدن أنه "لم يكن ليطلب من الجنود الأميركيين الشجعان مواصلة القتال والمخاطرة بأرواحهم في عمل عسكري كان يجب أن ينتهي في الماضي".
وقال إن "قادتنا فعلوا ذلك في حرب فيتنام عندما كنت صغيراً"، مضيفاً: "لن أفعلها في أفغانستان".
وبشأن الانتقادات التي يتعرّض له قرار الرئيس الأميركي بشأن الانسحاب من أفغانستان، أوضح بايدن "أنني أعرف أن قراري بشأن الانسحاب من أفغانستان سوف يقابَل بانتقادات"، مشيراً إلى "أنني أفضّل مواجهة كل تلك الانتقادات على تمرير قرار الانسحاب وتركه للرئيس المقبل".
وتابع بايدن "إذا لم أتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان، فسيصبح الرئيس المقبل هو الرئيس الخامس، الذي يشهد حرب أفغانستان"، مضيفاً أن "هذا هو القرار الصحيح الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الأميركية من أجل الشعب الأميركي، ومن أجل جنود الجيش الأميركي الشجعان، والذين يخاطرون بأرواحهم من أجل أمتنا".
ووجّه الرئيس الأميركي، أمس، خطاباً من البيت الأبيض، مع تسارع التطورات في أفغانستان، ووسط الانتقادات الشديدة بسبب طريقة إدارته الأزمةَ الأفغانية، في الوقت الذي تُواصل القوات الأميركية عملية انسحابها من البلاد، بعد أن حققت حركة "طالبان" انتصاراً خاطفاً، وسيطرت على معظم الولايات الأفغانية والمعابر الحدودية.
وقال بايدن في خطابه إن "مُهمتنا في أفغانستان لم تكن أبداً بناء الدولة، وإنما أن نركّز على مكافحة الإرهاب، ومنع الاعتداءات على الأراضي الأميركية"، مشيراً إلى أن "التهديد الإرهابي ضد الولايات المتحدة تراجَعَ".
وقطع بايدن عطلته في كامب ديفيد، وعاد إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن اليوم، مع السقوط المفاجئ للعاصمة كابول في قبضة "طالبان"، والفوضى التي تسود عملية الإجلاء التي تجريها القوات الأميركية، بحسب ما أعلنت الرئاسة الأميركية.
وأكّد بايدن، في آخر تصريح له بشأن أفغانستان الأسبوع الماضي، أنه "غير نادم على قرار الانسحاب"، مشدداً على أنه "يتعيّن على الأفغان أن يقاتلوا من أجل بلادهم".
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، "إننا على اتصال بطالبان لضمان مرور آمن إلى مطار كابول".
وفي تصريح صحافي، أضاف سوليفان أن "وجودنا العسكري لم يكن ليوقف تقدم طالبان، وربما كنا سندفع ثمناً باهظاً"، مشيراً إلى أن "بايدن يتحمل مسؤولية أي قرار بخصوص أفغانستان".
وقال إن "كَبْحَ جِماح طالبان كان يتطلّب وجوداً عسكرياً أكبر، وكان من الممكن أن يتسبّب بسقوط ضحايا، ويؤدي إلى مقتل رجالنا ونسائنا مرة أخرى في أفغانستان"، لافتاً إلى أن "بايدن لا يريد موت مزيد من الأميركيين في حرب أهلية أخرى".
وأكد سوليفان "أننا نعمل يوماً بعد آخر لإخراج أكبر عدد ممكن من الناس"، مشيراً إلى "أننا تواصلنا مع المواطنين الأميركيين طوال أسابيع، لنخبرهم بالخروج من البلاد، لكن اختار كثيرون منهم البقاء حتى النهاية".
وأضاف أن "طالبان أبلغت إلينا أنها مستعدة لتوفير ممرّ آمن للمدنيين إلى المطار، وسنحكم على إيفائها بهذا الالتزام"، كاشفاً أن "بايدن بحث مع وزير الدفاع والقادة العسكريين في الوضع الأمني في مطار كابول".
وقال سوليفان "إننا سنبقى على اتصال وثيق بحلفائنا وشركائنا في الأيام المقبلة، وسنظل يقظين باستمرار ضد تهديد الإرهاب في أفغانستان وغيرها من الأماكن"، مشيراً إلى "أننا قلنا في عام 2011 إننا سنخرج في عام 2014، لكننا بقينا 7 سنوات أخرى. ويركّز الرئيس بايدن على تحقيق أهداف الأمن القومي الأساسية للولايات المتحدة".
إضافة تعليق جديد