الخادمات الصغيرات في المغرب بين "الدعارة" ولقب "أم عازبة"
تقول ناشطة حقوقية ومساعدة اجتماعية أن الفتيات الصغيرات الخادمات في المغرب غالبا ما يسقطن في مشاكل اجتماعية خطيرة ولا يكون أمامهن طريق سوى التحول الى الدعارة في مراهقتهن او يتم استغلالهن من طرف رب الاسرة او احد ابنائه او اقاربه فتتحول الفتاة الخادمة الى أم عازبة.
وأوضحت سعاد الطاوسي أن ذلك يعود إلى مشاكل اجتماعية يعيشها المغرب في الجذور على رأسها مشكلة الامية والفقر والتربية غير المستندة على الحوار مع الابناء وتفشي العنف داخل الاسر والنظر الى الاطفال كما لو أنهم مورد رزق.
وقد أطلقت الحكومة المغربية في الاونة الاخيرة خطة حكومية لمناهضة تشغيل الخادمات الصغيرات. وقالت ياسمينة بادو كاتبة الدولة المكلفة بالاسرة والطفولة والاشخاص المعاقين ان هذه الخطة تهدف إلى توعية الرأي العام الوطني بمخاطر هذه الظاهرة المجتمعية التي تصادر حقوق الاف الخادمات وترهن حاضرهن ومستقبلهن.
وتسعى الخطة ايضا الى سد الفراغ التشريعي الحاصل باصدار قانون يقنن "خدم المنازل" ويحدد السن الادنى للعمل المنزلي وشروط التعاقد للعمل المنزلي واليات المراقبة ومجموعة من الاجراءات الزجرية في حالة مخالفة مقتضياته.
وأصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش في اواخر 2005 تقريرا عن وضعية الفتيات الصغيرات اللاتي يشتغلن كخادمات في المغرب، وقال التقرير انهن يتعرضن للاستغلال ويشتغلن من 14 الى 18 ساعة يوميا بدون توقف سبعة ايام في الاسبوع. واضاف انهن يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي وللتحرشات الجنسية والاستغلال.
وحسب دراسة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونسيف) فان نحو 600 الف طفل مغربي ما بين سن السابعة و 14 سنة يضطرون للعمل. ونحو 800 الف طفل في المغرب لا يذهبون الى المدرسة، وتقول احصاءات رسمية ان نحو 14 % من سكان المغرب البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر وان أكثر من 38 % منهم أميون، ويعيش اكثر من 40 % من المغاربة في البوادي واكثر من 65 % منهم فقراء يزاولون انشطة فلاحية.
وتعد خديجة نموذجا للخادمات الصغيرات فعمرها لا يتعدى عمرها 13 سنة لكن تجربتها في العمل في البيوت تتعدى خمس سنوات وتحاول بلباس يبدو اكبر من سنها ان تبين "كفاءتها" وقدرتها على تحمل مسؤوليات اكبر من سنها، وترسم ابتسامة بريئة على محياها بالرغم من حرمان يشع من عينيها الواسعتين الداكنتين.
التحقت خديجة المنحدرة من منطقة في الريف المغربي بشمال المغرب للعمل في المنازل وتنقلت حتى الان بين ثلاث عائلات..تبتسم في خجل وتقول ان ربة البيت تعاملها معاملة حسنة "تجعلني اكل معهم فوق مائدة الطعام وتشتري لي ملابس احيانا كما انها لم تضربني ابدا"، وتضيف "فقط لما أنجز عملا غير متقن تنفعل وتغضب مني لكنها لا تضربني."
وتحتفظ خديجة بذكريات أليمة من ربة المنزل السابقة "كانت تشتمني وتسخر مني دائما بدون سبب"، وتضيف وهي تتحسس ندبا مختبئا تحت شعرها الكث "مرة رطمت رأسي بالنافذة وضربتني بقوة لانني نسيت الغسيل في انية التصبين حتى تعفن".
وكانت والدة خديجة منحتها لوسيطة في القرية تبحث عن الاطفال لتشغيلهم في المدن الكبرى مقابل مبلغ مالي، وتقول امها منانة -وهي امرأة أمية لا تعرف بالضبط سنها وتقدره بنحو الاربعين بالرغم من انها تبدو اكبر بسبب تجاعيد يبدو ان الفقر والحرمان كانا اسرع من زحف السنين في نحتها على بشرتها "لا احد يرضى لابنائه العمل في البيوت خاصة في سن مبكرة".
وتضيف قائلة: " لكنني ارسلتها ايضا لتكون ظروف حياتها افضل من القرية لتلبس افضل وتتغدى احسن.. لا استطيع رفقة والدها اعالتها هي واخوتها الخمسة"، وتتقاضى منانة مبلغ 500 درهم في الشهر (60.6 دولار) مقابل عمل خديجة.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد