الحمى القلاعية تقتل مئات المواشي في البقاع الغربي
لم يهدأ مرض «الحمى القلاعية» الذي يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، عن الفتك بالمواشي، فهو يتنقل من حظيرة الى أخرى، ومن مزرعة الى مزرعة، في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، مخلفاً وراءه مئات القطعان من الماشية والأبقار. فبعد نفوق 6 أبقار و64 رأس ماعز الشهر الماضي، في مزرعة للمواشي في بلدة كفردينس قضاء راشيا، حل المرض مجدداً على حظيرة للماشية في بلدة ضهر الأحمر، تضم 350 رأساً من الماعز و220 جدياً صغيراً، يملكها ملحم البتديني، مما أدى الى نفوق أكثر من 150 جدياً صغيراً وحوالى 20 رأساً كبيراً في خلال الـ48 ساعة. وفي حظيرة أخرى تضم حوالى 500 رأس من الماعز في بلدة كوكبا قضاء راشيا، يملكها خالد سليم مغامس وسهيل رامز مغامس ، نفق ثمانون رأساً على دفعتين، بينها 30 جدياً على الرغم من المعاينات السريعة للقطعان التي أجراها الطبيب البيطري، ومعالجتها بالأدوية المضادة للالتهابات.
في الحظيرة، كان صاحب القطيع ملحم البتديني، يحاول عبثاً إيقاف الكارثة التي حلت بقطيعه، عن طريق حقن الأدوية في أجساد رؤوس الماعز الصغيرة، التي تموت الواحدة تلو الأخرى، غير قادرة على الحراك، نظراً لفقدان المناعة المتأتية من عدم التلقيح مسبقاً بالمضادات الحيوية «للفيروسات»، فضلاً عن عدم قدرة الولادات الجديدة على مقاومة هذا المرض.
لاحظ البتديني منذ يومين، أن بعض الولادات الجديدة من الماعز تدور حول نفسها للحظات، ثم تنهار من دون حراك، وكأنها تنشقت غازاً ساماً يؤدي الى تلف الأعصاب، ثم النفوق، لافتاً الى أن هذه الحالة بدأت تتسارع وتفشت بشكل سريع في عداد القطيع المؤلف من أكثر 550 رأساً، والكارثة التي حلت بالبتديني «أدت في وقت قصير الى نفوق حوالى 150 جدياً و20 رأساً من الماعز» وهو يخاف من من امتداد المرض ليطال القطيع بأكمله، رغم الاهتمام الطبي الذي يوليه اياه. مع الإشارة إلى امتناع رؤوس الماعز المتبقية عن الطعام بسبب التقرحات التي أصابت الفم واللسان.
الطبيب البيطري معن إسماعيل، الذي عاين القطيع، أكد أن نفوق المئات من الولادات الصغيرة، سببه مرض الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، لافتاً الى أن هذا الفيروس يعيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر أو غير المباشر عن طريق الأعلاف الملوثة ومياه الشرب والحظائر وصرف المياه، أو عن طريق الهواء أو أقدام الحيوانات الملوثة أو عبر الأحذية وإطارات السيارات، وقال نادراً ما ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان، ولكن الاحتمال يبقى وارداً إذا حصل احتكاك بالحيوانات المصابة أو تم تناول الحليب غير المعقم بالغليان، لذا يجب «تسخين الحليب وطهي اللحوم في حرارة تزيد على 80 درجة مئوية لمدة دقيقة على الأقل كي يموت الفيروس».
وبالنسبة للإجراءات التي يجب اتخاذها للقضاء على الفيروس في الموقع المصاب ولمنع انتشاره في الخارج، لخص إسماعيل الإجراءات بـ«عزل الحالات المصابة في مكان بعيد ومنع اختلاطها مع المواشي الأخرى وعدم انتقال الأفراد المكلفين رعايتها إلى حظائر الحيوانات السليمة، والتخلص الصحي من مخلفات الحيوانات المصابة، بالتطهير والحرق والطمر تحت التراب، وتطهير الأمكنة التي يشتبه بوجود هذا المرض فيها، كي يتم التحكم بمصدر العدوى، ومنع انتشارها وعدم إدخال حيوانات جديدة إلى مواقع سبق تعرضها للعدوى، إلا بعد إخلائها وتطهيرها».
ولفت إسماعيل الى ان فيروس الحمى القلاعية خطير جداً، لا يمكن أن تتحمله الولادات الحديثة من الحيوانات، بينما الحيوانات الكبيرة تصاب بالهزال وتنقطع عن تناول الأكل، ويجف حليبها، ثم تصاب بالغثيان ما يؤدي ذلك إلى نفوقها.
ويمكن الوقاية من الفيروس عن طريق التلقيح، بالمضادات الحيوية (aftovac)، وفق إسماعيل، وذلك قبل مدة وجيزة من انتشار المرض، لافتاً الى أن هذا المرض ينتشر عادة في أوائل فصل الربيع ، إنما من الملاحظ أنه بات يصيب الحيوانات في أوقات مختلفة على مدار السنة.
شوقي الحاج
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد