عمل جراحي نادر في مشفى الباسل بطرطوس يتصدر موقع بريطاني للأبحاث الطبية
نشر موقع مجلة “BMC SURGERY” البريطاني للأبحاث الطبية مقالاً عن عمل جراحي غير مسبوق أُجري في مشفى الباسل بمدينة طرطوس .
وعن تفاصيل العمل الجراحي، أوضح الدكتور الأخصائي في الجراحة العامة والمشرف على العمل الجراحي شوقي محمود أن “هناك مريضة راجعت مشفى الباسل في طرطوس في شهر نيسان العام الماضي 2019، وتبلغ من العمر 41 عاماً وهي من سكان المنطقة الوسطى”.
وبيّن الدكتور محمود أن “المريضة كانت تعاني من ألم بطني خفيف في الخاصرة اليسرى، كما أنها تعاني من نوبات قلق متكررة مترافقة أحياناً مع تسرع نبض وصداع لمدة 4 سنوات سابقة، حيث تم تشخيصها كنوبات ذعر دون وجود قصة مرافقة لارتفاع توتر شرياني”.
وأشار الدكتور محمود إلى أنه “بالاستقصاءات الشعاعية تبين وجود كتلة خلف البريتوان تقيس ٩×٧ سم وتتوضع مابين الشريان الأبهر والكلية اليسرى ومعزولة عن الغدة الكظرية اليسرى لكنها ملتصقة بالقطعة الرابعة للعفج”.
وذكر الدكتور الأخصائي الجراح أنه “أثناء قبول المريضة في المشفى تبين وجود ارتفاع خفيف في أرقام الضغط الشرياني لذلك تم إجراء اختبار تحري الميتانيفرين و النورميتانفرين في عينة بول ٢٤ ساعة وكانت النتائج طبيعية” مردفاً أن “التنظير الهضمي العلوي حتى القطعة الثالثة للعفج كان طبيعياً”.
وأضاف الدكتور محمود أنه “بناء على الموجودات السابقة ووجود فقر دم مرافق، تم وضع تشخيص أولي ورم GIST على حساب القطعة الرابعة للعفج، وتم ضبط ارتفاع التوتر الشرياني المكتشف حديثاً دوائياً لمدة 14 يوم ثم إجراء التداخل الجراحي” .
ولفت الدكتور الأخصائي إلى أنه “أثناء التداخل الجراحي وجدت الكتلة متموضعة خلف البريتوان أمام الأبهر وملاصقة للقطعة الرابعة للعفج” مضيفاً أنه “عند محاولة لمس الكتلة حدث ارتفاع مفاجئ شديد في الضغط الشرياني وصل لأرقام خطيرة( BP=250/145 ) وتسرع نبض ( P=135)”.
وتابع الدكتور محمود “الأمر الذي استدعى تدخل جهود حثيثة من قبل طاقم التخدير، لمحاولة ضبط ارتفاع التوتر الشرياني المتكرر الشديد عند لمس الورم المتكرر أثناء الجراحة”.
وأكمل الدكتور محمود “قمنا بمتابعة اجراء استئصال الورم بأقل مناورات راضة لتجنب تحفيز الإفراز الهرموني من الكتلة والتقليل من ارتفاع التوتر الشرياني ما أمكن”.
وأشار الدكتور محمود إلى أنه “بعد عزل الورم بالكامل عن الشريان الأبهر وعن القطعة الرابعة للعفج تم ربط الوريد الرئيسي الصادر عن الكتلة الورمية”، مردفاً أنه “حدث هبوط شديد معاكس للضغط الشرياني لأرقام غير مقاسة ترافق مع حدوث أذية للوريد الكلوي الأيسر بسبب الارتشاح الورمي به”.
وقال الدكتور محمود “الأمر الذي استدعى إصلاح الأذية من قبل طاقم جراحة الأوعية مع نقل الدم بشكل كتلي تم مراقبة المريضة في العناية المشددة لمدة ١٢ ساعة مع علامات حيوية مستقرة”.
وأفاد الدكتور محمود أنه “تم تخريج المريضة من المستشفى في اليوم السادس بعد الجراحة مع زوال تام للأعراض، وتم إيقاف جميع الأدوية السابقة”.
ولفت الدكتور الجراح إلى أنه “تم وضع التشخيص بإجراء التشريح المرضي للكتلة( ورم عقد ودية خلف البريتوان Paraganlioma )، وتم تأكيد التشخيص بإجراء الدراسة بالتلوينات المناعية النسيجية”.
وبحسب الدكتور محمود فإن “هذه الحالة تعتبر من الحالات الشديدة الندرة وذات الخطورة العالية تخديرياً وجراحياً وخاصة بغياب الأعراض الكلاسيكية لفرط إفراز الكاتيكولامين وسلبية التحاليل المخبرية”.
“مما قد يسبب اضطرابات خطيرة مرافقة في نظم القلب وحوادث وعائية دماغية مهددة بشدة لحياة المريض أثناء الجراحة أو في الفترة القريبة حول العمل الجراحي”، بحسب الدكتور محمود.
يُشار إلى أنه تم نشر الورقة البحثية للعمل الجراحي في مجلة الأبحاث الطبية “BMC SURGERY” البريطانية من قبل دار النشر العالمية “Springer Nature”.
يذكر أن الفريق المشارك في نشر الورقة البحثية مؤلف من الدكتور شوقي محمود، والدكتور حسام سلمان من قسم التشريح المرضي، والدكتور ميسم سلامي من قسم التخدير .
الخبر
إضافة تعليق جديد