(رزان) تبحث عن غرفة للإيجار!
تلوب صديقتنا الطالبة (رزان) على غرفة منذ شهرين.. بعد أن عجزت عن الحصول على سكن في المدينة الجامعية… وشروطها سهلة جداً: غرفة لوجه الله.. لها أربعة جدران، وباب، ونافذة على الأقل.. مع إمكانية التنازل على النافذة في حال وجود (أسبيراتور)… لكن الصعوبة تكمن في شرط الأجرة، بحيث لا تزيد على نصف دخلها المستورد من والدها… ومن أجل تعزية صديقتنا.. ومن في حكمها من السائحين في وطنهم.. نذكّرها أن مشكلة السكن بالإيجار في العاصمة هي مشكلة كانت موجودة على مدى التاريخ.. ولا أدري لماذا خرج الإسكندر المقدوني ليغزو العالم، لولا أن فواتير الماء والكهرباء والهواتف في القصر الذي كان يسكنه أضحت أكبر من جيوبه الضيقة؟!
ولم يخلُ تراثنا من طرائف شعرية عن السكن، وعن الإيجار.. فكأن مشاكلنا السكنية موروثة من جدّينا عدنان وقحطان… حتى إن أشهر معلقات الشعر العربي، هي مطلع معلقة امرئ القيس التي تبدأ بالشطر الشهير: «قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ..»
وعنترة العبسي لا يرسل التحية إلى عبلة في مطلع معلقته.. بل إلى دارها بقوله: «يا دارَ عبلة بالجواءِ تكلّمي… وعمّي صباحاً دارَ عبلة واسلمي»…
أما الشاعر الأموي (أبو الشمقمق) فواضح أنه كان يعاني أزمة سكن.. وعاش دهراً من دون بيت.. فقال في هذا:
«بَرَزْتُ من المنازل والقبابِ.. فلم يعسر على أحدٍ حجابي
فمنزلي الفضاءُ وسقفُ بيتي.. سماءُ الله، أو قِطَعُ السحابِ
فأنت إذا أردتَ، دخلتَ بيتي… عليّ مسلماً من غير باب
لأني لم أجد مصراعَ بابٍ يكون من السماءِ إلى الترابِ»..
وهذه حال الدنيا من عدنان إلى قحطان.. إلى امرئ القيس، إلى عنترة، إلى أبي الشمقمق.. إلى زميلتنا (رزان)..
و.. أمان يا ربي.. أمان!..
تشرين - وليد معماري
إضافة تعليق جديد