أسرار الرجال
رغم أن الزواج,كعلاقة يفترض أن تقوم على المكاشفة التامة بين الطرفين,إلا أن الواقع الحياتي لهذه المؤسسة الاجتماعية, يحكي غير ذلك ,إذ تظل هناك لأحد الطرفين أسراره,التي يودعها غرفة مغلقة,يحظر على الطرف الآخر الدخول إليها,أو الاقتراب منها,وبما أن الرجل هو مدير هذه المؤسسة,وهو الطرف الأقوى فيها,فإنه صاحب غرفة الأسرار,مفتاحها في يده,ولا أحد مسموح له بالدخول حتى الزوجة.
وقد لاترقى هذه الأسرار إلى زعزعة أعمدة حياتهما المشتركة,ولا إلى الخيانة بالضرورة ,ولكنها غالباً ما تتعلق بالأمور المادية, أو صداقات غير مرضي عنها أو علاقات في الخفاء مع الأقارب,أو معونات إلى الأهل تقدم تحت الطاولة.
عندما سألنا أبو كنان إذا كانت هناك أسرار يخفيها عن زوجته؟ أجاب وبلا تردد: بالطبع..! والأحرى أن تسأليني هل هناك ما تخبر به زوجتك؟ إنني أعتبر أن تحركاتي وتنقلاتي اليومية,وعلاقاتي مع أهلي وأصدقائي,أموراً خاصة إذا تدخلت فيها المرأة تفسدها لا محالة. مثلاً أخبرت زوجتي عن أمر يخص زوج أختي,وحين نشب بينهما خلاف في مشاجرة عائلية ,لم تتمالك زوجتي أعصابها , وعيرتها بما أخبرتها عن صهري, فوضعني هذا في موقف محرج وفقدت ثقة أهلي..واتهموني بأنني أفضحهم أمام زوجتي فأقسمت ألا أطلعها على شيء يخصني أو يخص عائلتي.
أما رضوان.م فيعترف أن وجود عنصر نسائي في الشلة التي يسهر معها نهاية الأسبوع هو السبب الرئيسي الذي يمنعه من البوح لزوجته بطبيعة هذه السهرات والمكان الذي يتواجد فيه, مؤكداً بالقول: أقسم أنني لا أخون زوجتي,لكنني أقضي وقتاً ممتعاً مع بعض الأصدقاء,الذين يصطحبون صديقاتهم,ولا أتعاطى في هذه المسائل أبداً..
ويبلغ عمر هذا الطوق الذي سيجت به سهراتي حوالي اثني عشر عاماً لم تكتشف زوجتي أين أذهب لقد عودتها ألا تطرح مثل هذه الأسئلة,مادمت أقوم بكل واجباتي تجاهها فليس من حقها أن تعرف أماكن وجودي فالزواج ليس سجناً.
كذلك لا يخبر عبد الله موسى زوجته بأشياء جمة مثل الانفاق خارج المنزل, وأماكن قضاء وقته, أو ما يخص أهله, وفي اعتقاده أن ردود أفعال حواء تجاه هذه الأسرار والأخبار غير مأمونة العواقب يقول:
لماذا أوجع رأسي وأحكي لزوجتي التفاصيل وأتعرض لمحاكمة وتحقيق من نوع :لماذا؟ وكيف؟ وغيرها من مواويل النساء, رغم انفجارها كبركان إذا علمت بأمر أخفيه.
والمعرفة على قدر الحاجة,هي النظرية التي يتبعها (عوض.ك) في علاقته بزوجته متجنباً ( الفضفضة) التي قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب ويفسر ذلك:
لا أتبرع لزوجتي بأي معلومة تخصني إلا بعد إلحاح منها وحتى تلك التي أعطيها إياها,أجملها حتى تبدو مرضية لها , لأنني أعرف طبيعتها فهي من النوع الأناني وأي حركة أو سكنة لاتصب في مصلحتها تدخلنا في مشكلات لا حصر لها,والسر الذي مازال يخفيه عن زوجته هو الراتب الشهري الذي يخصصه منذ ست سنوات لأرملة أخيه وأطفالها,ولا يستطيع أن يتكهن بردة فعلها إذا علمت بالأمر.
ويحرص المهندس ماجد العلي, من البوح لزوجته بالخلافات التي تحدث مع أصدقائه,رغم صراحته مع زوجته يقول :
أنا صريح معها,ولا أخفي عنها لا شاردة ولا واردة,ولكنني لا أحدثها عن خلافاتي مع الأصدقاء التي غالباً ما تحل بسرعة إذ أخشى سوء الفهم الذي يمكن أن يحدث تجاه الأصدقاء فطبيعة المرأة تجعلها تقيس الأمور بالعاطفة,وقد يخلق تعاطفها معي مشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر,لا يمكن إزالتها فيما بعد.
ومن الأسرار يخفي عادل الخانجي الأمور المالية,وغالباً ما يعطيها أرقاماً غير صحيحة عن دخله وهو يعمل صباحاً ومساءً خاصة إذا تعلق الأمر بالادخار وهو يبرر ذلك بالقول : إن الرجل في البيت حتى وإن كانت زوجته تعمل, فعليه تقع مسؤولية الصرف, كما أنه المسؤول الأول عن إدارة الأزمات المالية في حالة وقوعها لذا فإن حساباته تختلف عن حسابات زوجته,فعند وقوع الأزمات فإن حواء لا تشارك إلا بالتوتر والبكاء ويقول عادل:إنه في المرات القليلة التي تكتشف فيها زوجته مبالغ أخفاها عنها,فإن أحسن عقاب توقعه عليه البحث عن بنود صرف عاجلة.
أما/أمين حمود/ فيعترف أنه بطبعه كتوم وهذا ما يجعله لايبوح بأسراره لا زوجته ولا لغيرها.. لأن ما يجب إخفاؤه تكون معرفته نقطة ضعف تذهب بصاحبها. يقول : رغم ذلك لا أتخلص من أسئلتها الكثيرة,خصوصاً فيما يتعلق بالرسائل التي تصلني على /جوالي/ أو المكالمات التي تردني ولا أرد عليها.وطلبها في معرفة أي شيء لا يلقى أبداً آذاناً صاغية لدي فأنا لا أحب أن يحصي عليّ أحد سكناتي وحركاتي,أو يطلع على علاقاتي,رغم أن هذا يضايق زوجتي ويخلق بيننا توتراً دائماً.
ويرى أمين أن على المرأة أن تدرك أن الرجل عالم مختلف تماماً مليء بالصمت والتكتم,وحتى وصلت إلى هذه الحقيقة.
يمكنها أن تتوقع كل يوم شيئاً جديداً لم يخبرها به زوجها فهذه هي طبيعة الرجال التي فطروا عليها.
يؤكد زياد السيد أن المرأة مثل الرجل تخفي الأسرار لصديقات لا يجب الزوج أن تتعامل معهن ,أو مساعدة أهلها ببعض المال دون علمه,وحتى توفير جزء من المال دون معرفته,ويؤكد أن أكثر ما تخفيه المرأة عن زوجها,طبيعة علاقاتها مع زملائها في العمل/ إذا كانت عاملة/ فهي تخشى ردود فعله حين إخباره ببعض التصرفات التي لا تتعدى حدود المزاج والتسلية.
وهكذا تبدو مناطق الأسرار في حياة الرجل أو المرأة مناطق ممنوع الاقتراب منها ,ولكن نتوجه إلى آدم الذي تخفي حواؤه أسراراً عنه ,وكيف تكون ردة فعله حين يكتشف أنها حقاً تفعل ذلك ؟هذا السؤال موجه لكم أيها الرجال..نحن ننتظر إجاباتكم إن أحببتم المشاركة في الموضوع..!
رويدة عفوف
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد