زواج البدل لغم مؤقت في اليمن
لا يزال "زواج الشغار" (البدل) شائعا في قرى ومناطق يمنية عدة على رغم التحولات التي يشهدها المجتمع اليمني، وما يشوب هذا النوع من الزواج من سلبيات على الصعيدين الشرعي والاجتماعي. ذلك ان الزوجين عادة ما يكونان ضحية "زواج البدل" الذي يرجع الى استمرار عادات وتقاليد اجتماعية قديمة.
ويعني زواج البدل ان تتزوج فتاة في مقابل فتاة اخرى، واذذاك لا يكون شرط او مهر. فاذا اراد شاب ان يتزوج من احدى الفتيات يجب ان تكون له اخت يزوجها لأخ هذه الفتاة، حتى لو حصل ذلك من دون رضا الزوجين.
وتنتشر هذه العادة الاجتماعية في المناطق الريفية، ولا يشترط ان تتم عملية الزواج من القبيلة نفسها، وانما يشترط ان يكون هناك تكافؤ اجتماعي بين الطرفين.
وعلى رغم ضحايا هذا الزواج، يعتقد كثيرون من اولياء الامور الذين لا يزالون يجهلون حقوق المرأة، ان هذا النوع من الزواج يساهم في المحافظة على العلاقات والتماسك الاسري وعدم خروج الفتاة من اطار الاسرة حرصا على ما تملكه من مال وتركة وخوفا من ان يحصل عليه شخص غريب، وان كان من ابناء المنطقة نفسها.
وعلى رغم حصول المرأة اليمينة الريفية على قليل من التعليم، الا ان ذلك لم يحل بينها وبين ما تعانيه من مصاعب وعقبات كثيرة تفرضها الظروف والتقاليد السائدة والتي تحول دون حصول المرأة على حقوقها الاجتماعية والانسانية في اختيار زوجها.
وكشفت التجارب عيوب هذا النوع من الزواج ومساوئه، اذ فشلت زيجات كثيرة تمت تحت هذا المسمى، واصبح ذلك الزواج بمثابة لغم موقت قد ينفجر في اي وقت ليطيح علاقات الزواج المتشابكة، وقد يدمر اسرة سعيدة ذنبها انها احد اطراف هذا الزواج.
ويرى اختصاصيون اجتماعيون ان سبب انتشار هذا النوع من الزواج في اليمن هو اتساع دائرة الفقر، خصوصا في المرحلة التي سبقت قيام الثورة اليمنية، مما دفع افراد المجتمع الذين كانوا يعيشون آنذاك في عزلة تامة الى اعتماد هذا الزواج بسبب الظروف المعيشية، فكانت طريقة "المقايضة" الحل الامثل.
ويؤكد الاختصاصيون ان من اخطر سلبيات هذا النوع من الزواج الحال النفسية التي تتعرض لها الفتاة او الشاب ضحايا زواج البدل، والتي تؤدي الى الكراهية بين الزوجين وتأثيرها الكبير على الاولاد، الامر الذي يهدد كيان المجتمع بكامله.
المصدر: أ ش أ
إضافة تعليق جديد