بعد الأموال تبيض الأشخاص

نسمع دائماً عما يسمى «تبييض الاموال» وهذا امر قد اعتدنا عليه واصبح شيئاً عادياً.. لكن ما هو غير العادي ان تصل عملية التبييض الى الاشخاص انفسهم.

تبييض الأموال يعطي الأموال مجهولة المصدر هوية وشرعية بين الناس.. ‏

وهو في ذلك لا يختلف عن «ابن الحرام» الذي لا نعرف من هو ابوه..؟ ‏

تبييض الأشخاص يكون بتقديم انفسهم في المجتمع بشكل مختلف تماماً عن حقيقتهم.. وعلى سبيل المثال «فلان من الناس» (شو مفهمه) بالصحافة حتى يكون صاحب ورئيس صحيفة.! ‏

الا تشاركونني الرأي بأن دخول هؤلاء الاشخاص هذا المجال وتقديم انفسهم الى المجتمع بهذه الصورة هو شكل من اشكال التبييض! ‏

هؤلاء الناس كان مستحوذين على الأموال وكنا ننتقدهم بالصحف الآن يمتلكون الأموال وقد سيطروا على الصحف؟ ‏

والموضة السائدة هذه الأيام ان الكثير من الأشخاص الذين ينهون مهامهم.. لا يعجبهم الا العمل في الاعلام وتنصيب انفسهم رؤساء تحرير ومديرين مسؤولين.. فهل حب الاضواء هو ما يدفعهم لذلك ام غيرتهم على الاعلام وتطويره كما يدبجحون به افتتاحياتهم هو السبب.! ‏

وفي حكاية قديمة ان اعرابياً سرق صرة فيها دراهم ثم دخل المسجد يصلي وكان اسمه موسى فقرأ الامام: بسم الله الرحمن الرحيم «وما تلك بيمينك يا موسى» فقال الاعرابي: والله لقد كشف امري.. ‏

فرمى الصرة وخرج هارباً.! ‏

‏

محمد البيرق

المصدر: تشرين