ميليشيات تفرض الحجاب والإتاوات في بغداد
لا تمانع «اسراء ياسر»، (25 عاماً)، ارتداء الزي الشرعي (الحجاب) عند خروجها الى العمل او الى التسوق على رغم كونها غير محجبة، ولكنها تجد نفسها مضطرة الى ذلك لأسباب تعود الى خوفها من الميليشات والعصابات المسلحة التي بدأت تظهر منذ اكثر من عامين في مناطق منعزلة طائفياً من بغداد مثل مدينة الصدر، حي الخضراء، العامرية، حي الجامعة وغيرها من المناطق، وتفرض على ساكنيها طقوساً وممارسات تنطلق من ايديولوجيتها وافكارها، وتوجه تهديدات مباشرة الى المراهقات والطالبات الجامعيات اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب عند خروجهن من البيت.
وتروي «اسراء» حادثة، وقعت لإحدى قريباتها ودفعتها الى ارتداء الحجاب عند الخروج: «إحدى العصابات المسلحة في حي الجامعة (غربي بغداد)، أوقفت سيارة تقل مجموعة من الطلاب، بينهم قريبتها التي قص عناصر العصابة شعرها في شكل كامل عقاباً لها على عدم ارتدائها الحجاب، ما أجبر الفتاة على ترك دراستها والاعتكاف في المنزل بعد الحادث. وتؤكد إسراء ان المناطق المغلقة طائفياً في بغداد باتت ساحة مفتوحة لممارسات الميليشات والعصابات المسلحة، والتي غالبا ما تقوم بفرض مبالغ مالية محددة في شكل (أتاوات) على أصحاب المحال التجارية في تلك المناطق وتصدر تعليماتها الى الأهالي حول الكثير من الأمور، مثل تحريم أكل بعض أنواع الطعام وإجبار الفتيات الصغيرات السن على الالتزام بالحجاب الشرعي ومنع دخول سيارات الأهالي الى المناطق السكنية الا بعد تقاضي «رسوم»، بل ان بعضهم يجمع مبالغ شهرية من السكان كبدل حماية للحي ولمنع الغرباء من الدخول اليه.
ويقول حسن ياسين، وهو صاحب محل لبيع الملابس المستوردة في شارع فلسطين، انه اعتاد دفع أتاوات مالية لإحدى الجماعات التي تطالبه بإغلاق المحل في حال عدم دفعه المبالغ المطلوبة في شكل دوري. ويؤكد ان هذه العصابات والجماعات انتشرت في شكل واسع خلال العامين الماضيين وتعمل على توسيع نفوذها الى الأحياء القريبة من مناطقها وتحصل على الأموال من خلال عمليات ابتزاز متواصلة تمارسها ضد الأهالي من سكان الحي وأصحاب المحال.
وتشكو ياسمين علي، التي تسكن مدينة الصدر، من الوضع ذاته، وتقول ان فرض الأتاوات والحجاب بات أمراً واقعاً لا مفر منه، وان الأهالي والعائلات الذين لا يستطيعون الالتزام بمطالب الميليشات والعصابات غادروا الى مناطق اكثر انفتاحاً وامناً.
وتضيف ان «على رغم انتشار القوات الأمنية في غالبية الاحياء السكنية في بغداد، فإن هذه القوات تبدو عاجزة عن الحد من سيطرة العصابات وممارساتها ضد الأهالي».
ويقول العميد عبدالكريم خلف، مسؤول التنسيق الأمني والعسكري في وزارة الداخلية، ان احتواء الموقف في هذه المناطق بات أمراً صعباً في الوقت الحالي، بعدما فرضت العصابات والميليشيات وجودها على المناطق السكنية في شكل واضح. ويؤكد ان الحد من تحرك العصابات يعتمد على الوضع الأمني للعاصمة، «لأن غالبية القوات الأمنية تفضل عدم التصادم معها خوفاً من تفاقم المشكلات الأمنية في الأحياء المسيطر عليها».
خلود العامري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد