«تقطيع الأوصال» تعطّل «غزوة» الحديدة: ميليشيات «التحالف» بلا إمدادات
دخلت العمليات المتجددة للقوات الموالية لـ«التحالف» في محيط مدينة الحديدة أسبوعها الثاني، من دون أن يتمكّن مُنفِّذوها من قلب المعادلة الميدانية على جبهة الساحل الغربي، والتي لا تزال إلى الآن ـــ على رغم بعض الاختراقات ـــ لمصلحة الجيش اليمني واللجان الشعبية. تطورات اليوم السادس من المواجهات جاءت، أيضاً، في غير مصلحة الميليشيات المدعومة إماراتياً وسعودياً، بعدما تمكّنت القوات المشتركة من قطع طرق إمداد تلك الميليشيات من جنوب الحديدة. نتيجة شدّد قائد «أنصار الله» عبد الملك الحوثي على ضرورة المضيّ في تعزيزها، مؤكداً أن «الاستسلام لا يكون ولن يكون»، ومُحمِّلاً الولايات المتحدة المسؤولية عن التصعيد الأخير.
وتمكّن الجيش واللجان، أمس، من سدّ خطوط إمداد القوات الموالية لـ«التحالف» من جهة مديريتي التحيتا والدريهمي (جنوب مدينة الحديدة) في عملية أُطلق عليها «تقطيع الأوصال»، وفقاً لما أفادت به مصادر عسكرية من «أنصار الله»، لافتة إلى أنه بعد انقطاع تلك الخطوط لم يتبقّ أمام المهاجِمين من ممرّ لإجلاء قتلاهم وجرحاهم سوى البحر. وبذلك، تكون القوات المشتركة قد استطاعت، مجدداً، نقل المعركة إلى غرب المحافظة وجنوبها بهدف تخفيف الضغط عن محيط المدينة. وهو ما ظهرت مؤشراته سريعاً مع تراجع حدّة المواجهات بحلول ساعات المساء، وتسجيل نداءات لمقاتلي الميليشيات بالانسحاب من مختلف مناطق الاشتباكات، بحسب ما تحدثت به المصادر نفسها.
ولليوم السادس على التوالي، عجزت القوات الموالية لـ«التحالف» عن الوصول إلى «خطّ الشام» الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة الحديدة، والذي أكدت مصادر ميدانية أنه «لا يزال مفتوحاً حتى الآن». وكانت تلك القوات استطاعت، الأحد الماضي، عبر تنفيذها عملية التفاف من جهة الصحراء، الوصول إلى قبالة مدينة الصالح، لكنها توقّفت هناك بفعل المقاومة الشرسة التي ووجهت بها من قِبَل الجيش واللجان. وفي ظلّ الغارات الجوية المكثّفة، خصوصاً على محور كيلو 16، تواصلت المعارك في منطقة كيلو 10، ومحيط منطقة كيلو 7، ومحيط قوس النصر، من دون أن تتمكّن الميليشيات من الوصول إلى طرق إمداد القوات المشتركة. وفي شرق المدينة، استطاع الجيش واللجان استعادة المواقع التي كان سيطر عليها المهاجِمون في محيط جامعة الحديدة وهيئة تطوير تهامة، ليتراجع هؤلاء إلى محيط البوابة الغربية للجامعة. تراجع بدا زعيم «أنصار الله»، في خطابه أمس، مطمئناً إلى تحقّقه؛ إذ إن «تمكّن العدو من (تحقيق) اختراق هنا أو هناك لا يعني نهاية المعركة أبداً، بل يعني أن القتال أوجب والدافع أكبر»، وفقاً لما شدّد عليه الحوثي، واصفاً «المسار العسكري اليوم» بأنه «فاصل وأساسي»، على اعتبار أن «فرصة جديدة أُعطيت لهذا التصعيد هي شهر واحد»، وفقاً لما يُقرأ ـــ من وجهة نظر «أنصار الله» ـــ في الدعوة الأميركية إلى وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة التفاوض خلال 30 يوماً. وهي دعوة عدّها الحوثي استكمالاً للنهج الأميركي منذ بداية العدوان، معتبراً «نغمة السلام أشبه ما تكون بشيفرة» يتمّ من خلالها «تدشين التصعيد» في كلّ مرة. وأشار إلى أن «استمرارية العدوان مرهونة بالموقف الأميركي، ولو أراد الأميركي أن يتوقف هذا العدوان فسيتوقف فوراً». وأكد الحوثي أنه «لا قلق مهما كانت إمكانات العدو واختراقاته طالما هناك إرادة وتحمّل للمسؤولية»، منبهاً إلى «(أننا) معنيون بالتحرك الجادّ في الساحل والحدود وسائر الجبهات والمحاور»، لافتاً إلى أن «معركة الساحل معركة مهمة، وتحتاج إلى زخم بشري، لأن امتدادها هو بأكثر من 200 كيلومتر».
وعلى رغم تشاؤم «أنصار الله» بـ«مسار السلام»، بناءً على أن «طبيعة الاستعدادات والترتيبات على المستوى الميداني لا تشير إلى أي استعداد للسلام ولا للحوار من أجل السلام ولا للالتفات إلى هذا الموضوع أصلاً» وفق حديث الحوثي، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، تحضيراته للجولة التفاوضية المقبلة، المنتظر انعقادها في السويد أواخر الشهر الجاري. والتقى غريفيث، أمس، في العاصمة الأردنية عمّان، عدداً من قيادات «مؤتمر حضرموت الجامع» ـــ وهو أحد المكوّنات السياسية في جنوب اليمن ـــ وتباحث معهم في جهود استئناف المفاوضات، في وقت جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى «وقف العنف فوراً»، لافتاً إلى أن «اتصالات تجري مع الأطراف كافة، وعلى جميع المستويات، من أجل إنهاء القتال الذي تصاعد في اليومين الماضيين».
الأخبار
إضافة تعليق جديد