03-03-2007
تجليات ابن أبي تراب
عارياً جئت وعارياً أمضي، وفيما بين العري والعري تحدث كل سفالات هذا العالم.. العري الأول مستور بالرحم، والعري الثاني يستره اللحد وفيما بينهما يكون الطهر والعهر.. وأنتم يا أخوتي، يا معشر العرب، بين العريين، (لستم إلا أغراض بلايا قد اقتربت، فاتقوا سكرات النعمة، واعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها، حيث يتوارثها الظلمة بالعهود! أولهم قائد لآخرهم، وآخرهم مقتدٍ بأولهم، وعما قريب يتبرأ التابع من المتبوع، والقائد من المقود..) وفي خضم كل هذا، وقد اختلط كل شيء مع كل شيء ونسيت شكل وجهي الأول، لم يعد أمامي إلا أن أضحك على نفسي والعالم، هذا المسرح الكبير الذي يقوده الحمقى.. ركام من المؤسسات والأرقام، هذه الحضارة الديناصورية.
(مقطع من كتاب الرب يبدأ نصه الأخير الصادر حديثاً عن دار التكوين بدمشق)
إضافة تعليق جديد