11-12-2017
الوسواس القهري (OCD)..أعراضه وأسبابه وألية تشخيصه
يُعتبر الوسواس القهريّ (بالإنجليزية: Obsessive-Compulsive Disorder) مشكلة نفسية مزمنة وشائعة الحدوث؛ حيث يشعر المريض بالحاجة المُلحّة للقيام بتصرّفاتٍ معيّنة بشكل متكرّر وقهريّ خارج عن السيطرة والإرادة، وتخطر لدى المُصاب هواجس وأفكار متكرّرة تسبّب له القلق.
يمكن تشبيه القلق بنظام تنبيه وإنذار للجسم لحمايته من المخاطر؛ حيث يعمل الوسواس القهريّ على استهلاك نظام الإنذار هذا، وكأنّه يعمل على تحفيز نظام الإنذار من قِبَل أيّ مسبّب بغضّ النظر عن حجمه وكأنّه خطر مطلق أو تهديد كارثي، في حين أنّه يجب أن يتمّ تحفيزه فقط عند وجود الأسباب والأخطار الحقيقيّة التي تستدعي ذلك، وقد تتسبّب هذه المشكلة عند الشخص المُصاب بالتأثير على جميع نواحي الحياة مثل: العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعيّة، وغيرها
أعراض الوسواس القهري (OCD)؟
تتفاوت أعراض الوسواس القهري – وهي الأفكار المزعجة والتصرفات القهرية – من شخص لأخر. ومن بين أكثر الأفكار المزعجة انتشارا نجد:
1- الخوف من الاتساخ أو التلوث.
2- الخوف من التسبب بالضرر للاخرين.
3- الخوف من الأخطاء.
4- الخوف من الإحراج أو من الفشل والتورط بسلوك غير لائق على الملأ.
5- الخوف من الأفكار السيئة أو الشعور بالخطيئة.
6- الحاجة المبالغ بها للتنظيم، التكامل والدقة.
7- انعدام الثقة بالنفس بشكل مبالغ به، والحاجة الدائمة للحصول على موافقة الاخرين.
أما من بين السلوكيات القهرية الواسعة الانتشار، فسنلاحظ الأمور التالية:
1- الاستحمام أكثر من مرة، أو غسل اليدين بشكل متكرر.
2- الامتناع عن مصافحة الاخرين أو ملامسة مقبض الباب.
3- تكرار فحص الأمور بوتيرة عالية، مثل الأقفال أو مواقد الغاز.
4- العد بشكل متواصل – سواء بصمت أو بصوت عال – خلال القيام بالأعمال اليومية العادية.
5- التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم، وبصورة ثابته.
تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية، ووفق ترتيب ثابت.
6- التلعثم خلال الحديث، إضافة لتخيلات وأفكار مزعجة لا تختفي من تلقاء نفسها، ومن شأنها أن تسبب اضطرابات النوم.
7- تكرار كلمات، مصطلحات، أو صلوات معينة بشكل دائم.
الشعور بالحاجة للقيام بنفس المهام عدة مرات.
8- تجميع والاحتفاظ بأغراض ليس لها أية قيمة ظاهرة للعيان.
**اسباب الوسواس القهري؟
على الرغم من أن السبب الدقيق الذي يؤدي للإصابة بالوسواس القهري غير معروف حتى الان، إلا أن الأبحاث تظهر أنه من الممكن لهذا السبب أن يكون مقترنا بالعوامل البيولوجية والبيئية.
العوامل البيولوجية: يعتبر الدماغ عضوا ذا تركيبة ومبنى شديدي التعقيد. فهو يحتوي على مليارات الخلايا العصبية (Neurons) التي يتوجب عليها التواصل مع بعضها البعض والعمل سوية من أجل أن يعمل الجسم كما يجب. تتصل هذه الخلايا العصبية ببعضها بواسطة إشارات كهربائية. تساعد بعض المواد الكيميائية الخاصة، والتي يطلق عليها اسم الناقلات العصبية، على نقل الإشارات الكهربائية من خلية عصبية إلى أخرى.
كشفت هذه الأبحاث عن وجود صلة بين انخفاض مستويات أحد أنواع هذه الناقلات العصبية – واسمه سيروتونين (Serotonin)- والإصابة بمرض الوسواس القهري. كذلك هنالك إثباتات على أن نقص هذه الناقلات العصبية قد يكون أمرا وراثيا، وهو ما يرجح احتمال أن تكون الإصابة بهذا المرض أمرا وراثيا مولودا.
إضافة لهذا: تبين أن بعض الأجزاء في الدماغ تتأثر بنقص السيروتونين الذي يؤدي للإصابة بالوسواس القهري. ويبدو أن هذه المشكلة تتعلق بالقنوات الدماغية التي تربط المنطقة المسؤولة عن الحكم على الأمور والتخطيط، بالمنطقة التي تقوم بتصنيف و"غربلة" الأوامر الدماغية المتعلقة بتحريك أجزاء الجسم المختلفة.
كذلك، بينت الأبحاث وجود علاقة بين نوع معين من التلوثات – الذي تسببه الجرثومة المكورة العقدية (Streptococcus) - وبين الوسواس القهري. في حال لم يتم علاج هذا التلوث، فإن من شأنه أن يؤدي لإصابة المريض بالوسواس القهري، كما قد يسبب اضطرابات أخرى لدى الأطفال.
العوامل البيئية: هنالك العديد من عوامل الضغط البيئي التي يمكنها أن تسبب الإصابة بالوسواس القهري لدى الأشخاص ذوي الميل للإصابة بهذه المشكلة (المرض). كذلك، هنالك العديد من العوامل البيئية التي يمكنها مفاقمة الوضع القائم إلى الأسوأ. ومن بينها:
التعرض للتعذيب.
تغير الظروف الحياتية.
المرض.
موت أحد الأحباء.
تغييرات أو مشاكل قد تواجه الشخص في العمل أو التعليم.
القلق على العلاقة الزوجية.
**كف يتم تشخيص الإصابة بالوسواس القهري (OCD)؟
ليست هنالك فحوص مخبرية معينة بإمكانها تشخيص الإصابة بمرض الوسواس القهري. لكن يعتمد الطبيب، عند تشخيصه للمرض، على تقيمه للأعراض التي يعاني منها المريض، بما في ذلك الوقت الذي يمضيه المريض بالقيام بالسلوكيات المضطربة والمرضية.
إضافة تعليق جديد