أيها السوري العظيم
من قال أننا لانرى الله ؟ كلنا نرى آلهتنا في منامنا، وهذا دليل تماهينا مع القدير في لاوعينا وفي شيفرتنا المعرفية.. يولد السوري من شيفرة يتشارك فيها مع الآلهة.. يولد كبيرا ثم يأخذ بالتقلص عبر مراحل عمره: يلقنونه محفوظاتهم وعاداتهم في البيت ثم في المدرسة والدكان والحقل ثم في المذهب ثم في الحزب أو الجماعة ثم في المؤسسة التي ينضوي فيها إلى أن تلفظه هيكلاً متداعياً كعصفٍ مأكول ..يكذبون عليه ويأمرونه بالصدق.. يسرقون وعيه وجهده وصوته ويحرّمون عليه السرقة.. لاتزني ، وهم يفكرون بالجنس مرة كل 45 ثانية.. يلعنون الطائفية ثم يقدرون أقليته أو أكثريته بحسب مذهبه.. يولد بشيفرة إنسان كامل ثم يدخلونه في أنفاقهم التاريخية فيكش ويتضاءل كي يتلاءم معها كما لو أنه دودة تزحف نحو مقبرة الأجداد والسلف القاتل بعضه بعضا ..
لهاذا مازلنا ننادي بإعادة تصحيح المفاهيم لأن الثورات الحقيقية تبدأ في تغيير طرائق تفكير المجتمع المحافظ الذي يعيد إنتاج نفسه فيعيد حكما إنتاج أعدائه وأخطائه .. حطمو أصنامكم وتخففو من أغلال محفوظاتكم وحلقو بأفكاركم لترتقوا فإن القاع ازدحم ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد