الاحتلال يعاقب الفلسطينيين جماعياً في رمضان
عقاب جماعي بحق الفلسطينيين نفذه الاحتلال أمس، رداً على عملية تل أبيب الفدائية التي هزت إسرائيل وأظهرت مدى فشله الاستخباري، وعدم صوابية «تشخيصه» بأن الهَبَّة الشعبية انتهت. وفي أول جمعة من شهر رمضان، حرم الاحتلال آلاف الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، فلم يتجاوز عددهم أمس 100 ألف، في حين كانوا في العام الماضي 250 ألفاً. وعزل الاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم يسمح لأهل الضفة والقطاع بالعبور سوى للحالات الطارئة. وبررت قوات الاحتلال فرضها الطوق الأمني، بحلول عيد نزول التوراة لدى اليهود.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، أصيب شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال أثناء محاولته طعن جنود على حاجز في نابلس في شمال الضفة الغربية، لكن بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية فإن حسن خالد القاضي (26 عاما) كان أعزل، وأصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز عورتا بعدما أطلقت قوات الاحتلال النار عليه فيما كان يستقل دراجته الهوائية، ما أدى لإصابته بجروح بليغة. وبحسب الوكالة أيضاً، أصيب شاب من جنين برصاص إسرائيلي أثناء محاولته الدخول إلى مدينة القدس المحتلة.
وأدى حوالي 100 ألف فلسطيني الصلاة في أول جمعة من رمضان في المسجد الأقصى في القدس، في ظل الإجراءات العقابية التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين، إذ أعلنت إغلاق الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى مساء يوم غد، وأغلقت نقاط العبور بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ما عدا للحالات الإنسانية الطارئة، وفق جيشها.
وسمحت سلطات الاحتلال للنساء بالدخول إلى القدس المحتلة للصلاة في المسجد الاقصى، ووضعت حداً لأعمار الرجال المشاركين (فوق 45 عاماً).
وقالت المتحدثة باسم هيئة تنسيق أنشطة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية إن الاستثناء لا يشمل سوى «اليوم الجمعة».
من جهته، قال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب إن «نحو 100 ألف شخص صلوا في الأقصى في أول جمعة من رمضان، مقارنة بـ250 ألفا في العام الماضي»، مؤكداً أن «الشرطة الإسرائيلية منعت، للمرة الأولى في رمضان، إدخال خمسة آلاف وجبة إفطار إلى باحات المسجد حيث يقوم مصلون بالإفطار هناك بعد الصلاة».
ولقي الإجراء الإسرائيلي تنديداً من قبل المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي اعتبر أن إغلاق الأراضي الفلسطينية «يمكن أن يرقى إلى عقاب جماعي».
وقالت المتحدثة باسم المفوض الأعلى رافينا شمدساني إن «التدابير المتخذة على نطاق أوسع ضد السكان، لا تعاقب الجناة (منفذي عملية تل أبيب) إنما عشرات، وربما مئات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء».
ويضاف منع الفلسطينيين من الدخول إلى القدس والأراضي المحتلة خلال رمضان إلى القيود اليومية التي يفرضها الاحتلال ومنها دخول باحة الأقصى، ما ينذر بتنامي الغضب الفلسطيني، خصوصاً في شهر رمضان.
وأغلقت إسرائيل الضفة الغربية حتى مساء الأحد كإجراء إضافي، بعدما كانت أعلنت عن إلغاء عشرات آلاف تصاريح الدخول إلى الأراضي المحتلة التي منحتها إلى فلسطينيين من الضفة الغربية وغزة لزيارة أقاربهم والصلاة في الأقصى خلال رمضان.
واعتبرت الخارجية الفرنسية على لسان وزيرها جان مارك آيرولت أن هذا القرار «من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر ومزيد من أعمال العنف». وأضاف: «أقر بصدق بأن قرار السلطات الإسرائيلية اليوم تجميد عشرات الآلاف من تصاريح الدخول قد يؤجج التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى مخاطر الاشتباك».
وكالات
إضافة تعليق جديد