علاج افتراضي لمرضى الاكتئاب
ذكرت دراسة حديثة أنَّ أسلوباً جديداً للعلاج، يتضمّن تحويل المريض لشخصيّة طفل افتراضي وهو يبكي، يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب.
ويرتدي المريض خوذة تنتج صورة بحجم واقعي، في البداية لشخصية بالغة، ثم لطفل.
هذه التكنولوجيا الجديدة اختُبرت، للمرّة الأولى، على مرضى يعانون مشاكل عقليّة. أمَّا المشروع، فهو جزء من دراسة مستمرة تجريها كليّة لندن الجامعيّة، بالتعاون مع جامعة «آي سي آر إي إيه» في برشلونة، منذ سنوات عدّة، وتعتقد أنَّ العلاج الافتراضي قد يساعد في حالات المرض العقلي.
ويمهد البحث الجديد، الذي نشر في صحيفة «سايكاتري أوبن» البريطانيّة ويموّله مجلس البحوث الطبيّة، السبيل لتجربته على نطاق واسع في المستقبل.
وخضع للتجربة 15 مريضاً يتلقّون جميعاً العلاج من الاكتئاب من جانب الخدمة الصحية الوطنية «إن إتش إس»، وخاضوا تجربة شخصيّة الـ «أفاتار» الافتراضيّة.
بدايةً، وضع المرضى، الذين بلغ عدد النساء بينهم 10، خوذة أنتجت نسخة منهم على مرآة افتراضيّة. وطلب من المريض أن يركّز في الشخصيّة الافتراضيّة البالغة، التي تماثل حركاتها بالضبط حركات جسم المريض، في عملية أطلق عليها «تجسيد».
ثم يلاحظ المرضى شخصيّة افتراضيّة منفصلة لطفل صغير يبكي، وهو أيضاً في المرآة. ويُطلب منهم أن يقولوا عبارات تعاطف للطفل، في محاولة لتهدئته والتحكم فيه.
المرضى دعوا الطفل إلى أن يفكّر في وقت كان فيه سعيداً، وأن يفكّر في شخص ما يحبّه.
وفي هذه المرحلة من التجربة، تتبدّل الأدوار، فيعدّل العلماء الخوذة، وحينئذ يتجسّد المريض في شخصية الطفل الافتراضية - التي تستنسخ حركات المريض نفسه.
وسمع المشاركون نفس عبارات التعاطف ترتدّ إليهم من الشخصيّة الافتراضيّة البالغة بصوت الشخص ذاته.
وقال رئيس فريق البحث، كريس بريوين، إنَّ النتائج واعدة، والمرضى وصفوا التجربة بأنَّها «قويّة للغاية».
ورصد، من بين 15 مريضاً، تتراوح أعمارهم بين 23 ـ 61 عاماً، تراجع معدّل الاكتئاب لدى 9 منهم في غضون شهر، في حين لم يرصد أيّ تغيير لدى الباقين.
وأعرب بريوين عن اعتقاده بأنَّ آثار العلاج قد تستمر لأكثر من شهر، مضيفاً أنَّ «الأشخاص الذين يعــانون من القلق والاكتئاب، يمكن أن يفرطوا في انتقاد أنفسهم عندما يواجهون عقبات في حياتهم». وتابع: «في هذه الدراسة، عندما يعمل المرضى على تهدئة الطفل ويسمعون أصواتهم، فإنّهم بشكل غير مباشر يبدون تعاطفاً مع أنفسهم. والهدف هو تعليم المرضى أن يكونوا أكثر تعاطفاً مع أنفسهم وأقلّ انتقاداً لذواتهم».
المصدر: بي بي سي
إضافة تعليق جديد