نبوءة آينشتاين تتحقق بعد 100 عام

12-02-2016

نبوءة آينشتاين تتحقق بعد 100 عام

بعد 100 عام، تمكّن فريق من علماء الفيزياء من رصد موجات الجاذبيّة التي تعدّ ركناً أساسيّاً في نظرية النسبيّة العامة لألبرت آينشتاين، ما يعدّ الاختراق الأكبر في الفيزياء خلال القرن الماضي، إلى جانب أنَّ هذا الاكتشاف يمكن أن يكون خطوة مهمّة نحو فهم جديد للكون.
وكانت شائعات قد أثيرت مؤخراً حول نجاح العلماء في اكتشاف موجات الجاذبيّة، إلَّا أنَّها تأكَّدت رسميّاً يوم أمس. عموماً، يمكن القول إنَّ العلماء تمكّنوا من الاستفادة من أعمق سجّل في الواقع المادي، حيث أصبحت الآثار الأعنف والأغرب لـ «عالم آينشتاين» أكثر وضوحاً.
وهذا الاكتشاف هو انتصار كبير لثلاثة علماء رهنوا حياتهم المهنية على أمل تحقيق هذا الخرق، هم: كيب ثورن من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وراينر فايس من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ورونالد دريفر الذي كان في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا سابقاً وهو متقاعد اليوم في اسكتلندا.
والاكتشاف يعتبر تبرئه للمؤسسة الوطنية للعلوم التي صرفت أكثر من مليار دولار على مدى أكثر من 40 سنة، مع كل ما تلقته من انتقادات.
وكانت فرضية أينشتاين قد أشارت قبل 100 عام إلى وجود موجات جاذبيّة في الكون، تنقل الطاقة. وحتى يوم أمس، كانت موجات الجاذبية تعدّ أحد أكبر الألغاز التي تواجه العلم، ولم يستطع العلماء الوصول إلى جواب وتحليل وافٍ لها. فعلى سبيل المثال، يختلف التفسير العلمي المبني على نظرية نيوتن للجاذبية عن تفسير نظرية آينشتاين، فنيوتن يعتقد أنَّ الجاذبية موجودة ومن صنع المادة، وأنَّ قوة تجاذب أي جسمين في الكون تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بين مركزيهما.
أما آينشتاين، فيعتقد أنَّ الجاذبية موجات وتموجات تنقل الطاقة من خلال الكون، وأعلن عن ذلك لأول مرة العام 1915، وشكلت جزءاً مهماً من نظريته النسبية التي تشرح الزمان والمكان معاً وتشرح الجاذبية والأبعاد الأربعة بطريقة رياضيّة.
وعلى الرغم من وجود أدلة كثيرة تدعم نظرية آينشتاين، إلَّا أنَّ العلم الحديث لم يثبتها، وذلك بسبب حجم الموجات الدقيق الذي يبلغ أقل بمليون مرة من حجم الذرة.
وتمكن العلماء أخيراً من إثبات صحة هذه النظرية باستخدام مرصد موجات الجاذبية (LIGO)، الذي يعتمد على اثنين من أجهزة الاستشعار المخصصة للكشف عن أيّ اهتزازات ضئيلة قد تنتج من مرور موجات الجاذبيّة، وكانت الموجات التي تم اكتشافها مؤخراً ناتجة عن ثقبين أسودين ذابا في بعضهما البعض.
ويقع مرصد LIGO في منطقة ليفينغستون في ولاية لويزيانا، وهانفورد في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة.

(«السفير»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...