هل نحن في عصر جيولوجي جديد؟

قال خبراء أمس الأول، إن الآثار التي لا تمحى التي تركها الإنسان على وجه البسيطة باتت جلية بدرجة تبرر تسمية الحقبة الجيولوجية الجديدة التالية لظهوره «انثروبوسين»، أو حقبة فجر ظهور البشر.
وتبدأ هذه الحقبة مع انتهاء «الهولوسين»، أو العصر الحديث، الذي يعتقد انه بدأ منذ حوالي ألفي سنة في اعقاب العصر الجليدي. واقترح المصطلح الجديد «انثروبوسين» في العام 2000، وهو منحوت من اللفظ اليوناني «انثربوس»، أي الانسان، ثم «سين»، أي عصر.
وقال تقرير أورده فريق دولي تحت إشراف كولين ووترز من هيئة المسح الجيولوجي البريطانية في دورية «ساينس» إن «الأنشطة البشرية تركت توقيعاً بارزاً مستديماً على الأرض»، مضيفاً «أننا أصبحنا عنصراً جيولوجياً».
وقال التقرير إن «بداية هذا العصر وآثاره التي لا تمحى قد تكون في أواسط القرن الـ20»، مضيفاً إن «العصر الذري، الذي بدأ بتجربة نووية في نيومكسيكو في الولايات المتحدة في 16 تموز 1945، والقفزة التي تحققت في أعقاب الحرب العالمية الثانية في أنشطة التعدين والثورة الصناعية والزراعية واستخدام مواد من صنع الانسان منها الخرسانة واللدائن جميعها تركت آثاراً جيولوجية».
واشار التقرير إلى أن «الخرسانة، التي ابتكرها الرومان، أصبحت واسعة الانتشار الآن لدرجة انها تشغل كيلوغراماً واحداً في كل متر مربع على سطح الكوكب إذا تم نشر هذه الخرسانة بالتساوي على الأرض».
وقال ووترز إن أي توصيات رسمية للموافقة على التسمية «انثروبوسين» كحقبة جيولوجية جديدة تستلزم اجراء المزيد من الدراسات الاضافية التي تستغرق السنوات لتحديد موعد بدء هذا العصر.
ويقول بعض الخبراء إن «انثروبوسين» بدأ مع انطلاق الثورة الصناعية في اوروبا في القرن الثامن عشر الميلادي، فيما يعتبر آخرون أنه يبدأ مع انتشار حرفة الزراعة منذ آلاف السنين.
وقال سايمون لويس من كلية لندن الجامعية إن «أي تعريف يجب ان يسرد روايات عن تطور الانسان»، وهو يحبذ ان تكون البداية في العام 1610 مع بدء النزعات الاستعمارية وانتشار الأمراض والتجارة، وانتقالها من اوروبا الى الأميركيتين.
وقال ايرل ايليس من جامعة ماريلاند الذي شارك في هذه الدراسة إن تحديد موعد بدء حقبة «انثروبوسين» سيحدث ثورة في فهمنا لدور الانسان على الكوكب»، معتبراً «إنه تطور لا يقل شأناً عن الثورة الثانية الكوبرنيكية» في اشارة الى مصطلح عن الثورة على النظرية المعروفة بنموذج مركز الأرض التي كانت تقوم على فكرة أن الأرض هي مركز المجرة، فيما يقول عالم الفلك البولندي نيكولاس كوبرنيكوس إن الشمس مركز المجموعة الشمسية.

 (رويترز)