استمرار التعدي والنهب والتخريب يهدد آثار درعا بالاندثار
تتوزع في محافظة درعا مئات المواقع الأثرية المهمة التي تعود لفترات تاريخية مختلفة بدءا من عصور ما قبل التاريخ ومروراً بالعصور الكلاسيكية والبيزنطية وليس انتهاء بالعصور الإسلامية وأبرزها القلاع مثل بصرى والمزيريب والتلال مثل تل شهاب وعشترة والأشعري، إضافة لمدافن الدولمن وقصور وبيوت خربة غزالة ومحجة وكفر شمس وكفر ناسج ونوى والشيخ سعد وغيرها الكثير من المواقع التي توثق لحضارات عريقة وصفحات مضيئة في تاريخ جنوب سورية، لكن للأسف الشديد فإن هذه الآثار التي لا تقدر بثمن تعرضت خلال الظروف الراهنة ولا تزال إلى تعديات جسيمة تهددها بالاندثار من مافيات الآثار.
و أكد رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر اللـه استمرار تعرض أغلب المواقع للتنقيب غير الشرعي بحثاً عن دفائن وكنوز في وضح النهار وبآليات ثقيلة ما يتسبب في تخريبها واحتمال اندثارها، ومن أهم المواقع التي تشهد هجمة تعد شرسة تل الأشعري الواقع على مسافة 16 كم شمال غرب مدينة درعا والذي يعود إلى حقب تاريخية مختلفة ويشهد على تعاقب عدة حضارات، وحسب المؤرخين كان يضم مدينة ديون الأثرية إحدى مدن التحالف الديكوبوليس العشر، إضافة إلى التنقيبات على امتداد وادي اليرموك وفي داخله ضمن المغر وفي أجسام جسور الخط الحديدي الحجازي ظناً من السارقين بوجود دفائن وكنوز ضمن تلك البنى ما يؤدي إلى تخريبها، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الخرب سواء حول مدينة الشيخ مسكين أو مدينة نوى أو غيرهما الكثير، كما طال التخريب البلدات القديمة ومثالها نوى التي تعرضت بلدتها القديمة للتخريب وتدمير بيوتها الأثرية التي تعود للفترتين الرومانية والبيزنطية.
أما عن الإجراءات المتخذة فذكر رئيس الدائرة أن الحراس الجوالين يزودون الدائرة بشكل دوري بتقارير حول التعديات والمخالفات الحاصلة في المواقع التي يستطيعون بلوغها ومن خلالها يتم رصدها وتوثيقها ونشرها على الموقع الإلكتروني الخاص بالمديرية العامة للآثار والمتاحف ومراسلة المحافظة وإدارة قضايا الدولة بها لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وفق قانون الآثار المعمول به وإحالتهم إلى القضاء، وأهاب نصر اللـه بالمجتمع الأهلي بضرورة زيادة إسهامهم بالحفاظ على موروثنا الحضاري الذي يعد ملكنا وملك الأجيال القادمة.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد