اليمن: حكومة هادي ترفض مبادرة السلام الحوثية
مجزرة جديدة لـ «التحالف» استهدفت مساء أمس الأول، عُرساً في محافظة ذمار. وفق الحصيلة الأولى، تجاوز عدد الضحايا، بين قتيل وجريح، الـ80 شخصاً.
على المقلب ذاته، لم ترفض الحكومة اليمينة المستقيلة، بشكل علنيّ، الدعوة إلى السلام التي وجَّهتها جماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، عبر رسالتين منفصلتين أُرسلتا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تفيدان بقبولهما تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وفق آلية تنفيذية يُتّفق عليها. اعتبرت أنَّ ما تقوم به الجماعة لا يعدو كونه «مناورة».
وللمرة الثانية في أقلّ من أسبوعين، استهدف طيران «التحالف» السعودي عُرساً، هذه المرّة في محافظة ذمار، وتحديداً في قرية سنبان التابعة لمديرية ميفعة عنس، ما أدَّى إلى مقتل 51 شخصاً كانوا يشاركون في حفل الزفاف.
مصدر طبّي في المحافظة، أوضح لوكالة الأنباء اليمنية ـ «سبأ»، أنَّ «الحصيلة الأوّلية لأعداد الشهداء جرّاء العدوان السعودي الوحشي بلغت 51 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 30»، مرجحاً ارتفاع عدد الشهداء بسبب وجود حالات خطيرة بين الجرحى.
وفي 28 أيلول الماضي، ارتكب «التحالف» مجزرة عندما قتل 131 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، بعدما استهدف حفل زفاف في منطقة المخا في تعز جنوب غرب اليمن.
وكعادته، ردّ «التحالف» بانفعال على «الاتهامات»، وقال المتحدث باسمه أحمد عسيري: «لم ننفّذ أيّ عملية في ذمار»، مضيفاً «لم تكن هناك غارة جوية، هذا مؤكّد».
في نيويورك، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغريك، أمس الأول، أنَّ «أنصار الله» كانت قد أعلنت استعدادها للمشاركة في محادثات سلام على أساس القرار 2216، معتبراً أنَّها «خطوة مهمة».
وأوضح أنَّ المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد «يعتبر أنّه يتوجّب على الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم الموافقة على دعوته والانضمام إلى محادثات السلام على هذا الأساس».
إلَّا أنَّ الحكومة اليمنية المستقيلة وصفت، يوم أمس، طرح «أنصار الله» بـ «المناورة»، مطالبةً الجماعة بإعادة الأراضي التي تسيطر عليها منذ العام الماضي.
ورداً على سؤال عن مبادرة حزب «المؤتمر» ـ «أنصار الله»، قال السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، إنَّ «موقف الحكومة اليمنية ثابت. لا بدّ من الإعلان الكامل بتنفيذ القرار كاملاً ومن دون تغيير». وأضاف «نحن مستعدون للذهاب (إلى الحوار) بعد الإعلان الصريح بقبول تنفيذ القرار 2216. هم ما زالوا متحفّظين على بعض البنود. أحضروا سبع نقاط جديدة والتي تعتبر شروطاً مسبقة».
واعتبر أنَّ «الضربات الموجعة التي وجّهتها المقاومة والتحالف للحوثي، هي ما جعلتهم يأخذون هذه الخطوة والتي نعتبرها مناورة فحسب».
ووفق مصادر مقربة من «أنصار الله»، فإنَّ ديبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، ساعدوا في صياغة رسالة الجماعة إلى بان كي مون، في محاولة للتغلّب على أيّ اعتراضات من جانب عبد ربه منصور هادي لاستئناف المحادثات.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الإثنين الماضي، قال هادي إنَّ حكومته مستعدة لحلّ سياسي واستئناف المشاورات السياسية، لكنه أضاف أنَّ هذا الاستعداد يتوقّف فقط على التزام الجانب الذي قام «بالانقلاب» بتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي «يوفر الاساس لأيّ حوار سياسي».
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري أنَّ الجيش اليمني و «اللجان الشعبية» صدَّا، يوم أمس، «زحفاً كبيراً لقوى العدوان ومرتزقته باتجاه باب المندب».
ونقلت «سبأ» عن المصدر العسكري قوله إنَّ «قوى العدوان ومرتزقته حاولوا الزحف باتجاه باب المندب، مسنودين بغطاء جوي كثيف من طيران العدوان وبوارجه البحرية، لكن الجيش واللجان الشعبية تصدّوا لهم ونجحوا في كسر هذا الزحف وأجبروا المرتزقة على العودة من حيث أتوا، وكبَّدوهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد