الغلاء يزيح الأكلات الرمضانية عن موائد السوريين
يلاحظ سكان دمشق الفرق الواضح في أسعار وجباتهم الرمضانية الخاصة، إذا قورنت هذا العام مع العام الماضي، حيث ارتفعت معظم الأكلات الرمضانية من المعروك إلى الناعم والحلويات بأنواعها مروراً بالعرقسوس والتمر الهندي والجلاب.
أسعار المشروبات كاوية
المتجول في “سوق باب سريجة”، يلاحظ ارتفاع معظم السلع ولا سيما الرمضانية، حيث أوضح يوسف الأكرم وهو أحد بائعي المشروبات الرمضانية، “أن معظم المواد الأساسية التي تستخدم في صناعة المشروبات الرمضانية مثل الليمون الجامد والسوس والتمر الهندي والجلاب تضاعفت أسعارها بين العامين الماضي والجاري”.
وأضاف “أن ثمن كيلو السوس الخام بلغ 450 ليرة، أما ثمن كيلو التمر الهندي فارتفع إلى 300 ليرة بعد أن كان ثمنه 170 ليرة العام الماضي”، مبيّناً أن هذا الارتفاع في أسعار المواد الخام أفرز ارتفاعاً في هذه المواد على المستهلك، حيث بلغ ثمن كيس السوس والجلاب 50 ليرة بعد أن كان ثمنه حوالي 35 ليرة العام الماضي، فيما ارتفع ثمن كيس التمر الهندي من 50 إلى 100 ليرة.
المعجنات الرمضانية تضاعف ثمنها
وامتد سيناريو ارتفاع الأسعار إلى بعض المعجنات الرمضانية التي اعتادها الدمشقيون مثل المعروك السادة الذي ارتفع ثمنه من 30 ليرة العام الماضي إلى 60 ليرة هذا العام، أما المعروك “المنكه” فبلغ ثمن القرص المحشي بالجبنة والزبيب 200 ليرة، بعد أن كان ثمن أي قرص معروك محشي 140 ليرة خلال العام الماضي.
هذا الكلام انطبق أيضاً على “الناعم” وهو عبارة عن خبز مقمر ومدهون بالدبس الاحمر وبعض السكريات، حيث تلجأ معظم العائلات إلى استهلاكه في شهر رمضان، ويعتبر من الأساسيات على كل مائدة دمشقية، وبلغ ثمن كيس الناعم الذي يحوي 5 أرغفة من الخبز 100 ليرة بعد أن كان ثمنه، 50 ليرة العام الماضي.
الحلويات ارتفعت أيضاً
رغم أن الحلويات ليست من الأساسيات لكن لا بد من وجودها على مائدة الإفطار مرتين أو ثلاثة خلال الشهر.
ويتضح للمتسوقين في دمشق تضاؤل بيع الحلويات وانخفاض الإقبال على تلك المحلات التي تفرش واجهاتها بأنواع من “الكنافة والمبرومة”، إضافة إلى “النمورة”، ولأن النمورة تعد من حلويات الفقراء بسبب شعبيتها وانخفاض سعرها، إلا أن هذا الوهم قد تبدد خلال شهر رمضان، فلم تعد من حلويات “الدراويش” ولم تعد متاحة للجميع بسبب الارتفاع الملحوظ في ثمنها حيث بلغ سعر كيلو النمورة 350 ليرة، بعد أن كانت تباع في الماضي بـ 175 أو 200 ليرة.
أما بقية انواع الحلويات فتبين خلال جولة “الإقتصادي”، أن ثمن كيلو الكنافة النابلسية 600 ليرة فيما بلغ ثمن كيلو الكنافة الخشنة 700 ليرة، والمدولقة 600 ليرة، والمبرومة 1600 ليرة والبلورية 1200 ليرة.
تقشف
وبسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرة المواطنين على شراء جميع هذه المواد لجأوا للقيام بنوع من التقشف عن الأكلات الرمضانية التي تعتبر من الكماليات، بسبب الظروف المادية وارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع مردود المواطنين.
ويقول محمد عثمان أحد سكان منطقة الدويلعة: “إن تحصيل المواد الأساسية كالخبز واللحم والخضار باتت من أولويات الجميع”، لافتاً إلى أن راتبه 22 ألف ليرة ومصروفه خلال العشرة أيام الاولى من رمضان تجاوز 30 ألف ليرة.
وبالنسبة لمراقبة الأسواق أوضحت “مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، أن المديرية تواصل تنظيم الضبوط والمخالفات بحق المخالفين، حيث نظمت دوريات حماية المستهلك أكثر من 135 ضبطاً تموينياً في الأيام الثلاثة لشهر رمضان”.
أحمد حاج عبدو
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد