فيينا: حراك مكثف في المفاوضات النووية
بدأت الديبلوماسية الدولية تنشط في محاولة لتحريك الركود في عملية المفاوضات النووية في فيينا، حيث ظهرت الاختلافات في الرؤى بين ايران ومجموعة «5+1» من ناحية، وداخل السداسية الدولية نفسها من ناحية اخرى.
وقال ديبلوماسيون غربيون أمس، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظراؤه في السداسية الدولية ربما يسافرون إلى العاصمة النمساوية فيينا قريباً، للانضمام إلى المفاوضات التي فشلت حتى الساعة في التوصل إلى اتفاق.
ونبه الديبلوماسيون إلى ضرورة عدم اعتبار مشاركة الوزراء المحتملة في المحادثات قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 20 تموز الحالي، دلالة على أن الاتفاق بات قاب قوسين أو أدنى.
وأشار ديبلوماسي غربي مطلع على المفاوضات لـ«رويترز» إلى أنه «يمكن للوزراء أن يساعدوا في بحث تمديد فترة المفاوضات إذا رأوا أن هذا سيعود بفائدة، ويمكن أن يساعدوا في إعطاء قوة دفع للتوصل إلى اتفاق بحلول 20 تموز، وهو هدف ما زال قائماً».
وأضاف انه «بالطبع قد يوقع الوزراء أيضاً اتفاقية ولكننا بعيدون عن توقيع أي شيء في هذه اللحظة... هناك فجوات كبيرة بين المواقف».
وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للمرة الأولى أمس، إلى وجود «اختلافات في المقاربة» بين الروس ودول أخرى داخل مجموعة الـ«5+1» التي تتفاوض في فيينا مع إيران حول برنامجها النووي.
وقال فابيوس أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: «لقد كان هناك انسجام كبير في المواقف بين دول مجموعة الست حتى الآن، إلا أن المشاركين في المفاوضات كشفوا عن وجود اختلافات في المقاربة خلال الأيام القليلة الماضية بين قسم من دول 5+1 وشركائنا الروس».
ولم يحدد فابيوس طبيعة وسبب هذه «الاختلافات»، غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية قال إن «عدد أجهزة الطرد المركزي من النقاط الصعبة في المفاوضات»، مضيفاً أنه «تجري مباحثات جدية وصعبة في فيينا على أمل التوصل إلى اتفاق ذي مصداقية وشامل وكامل وجدي».
وقال فابيوس: «نرغب في الحفاظ على وحدة مجموعة 5+1»، إلا أنه شدد على «التعارض» بين التصريحات المتفائلة «لبعض المسؤولين الإيرانيين والروس» وبين مضمون المباحثات الجارية.
وأضاف انه «عندما أرى التقارير المقدمة إلي (من المفاوض الفرنسي في فيينا) أجد أن هناك اتفاقاً بدأ التفاوض عليه، إلا أن النص كله تقريباً ما زال بين قوسين».
وشدد الوزير الفرنسي على أنه «لا شيء من المسائل الرئيسة قد تمت تسويته»، مشيراً إلى قضية تخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي ومفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة وموقع فوردو تحت الارض والمراقبة الدولية لاستمرار البرنامج النووي الايراني.
ورداً على تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الذي أكد أن بلاده ستكون في حاجة إلى 190 ألف جهاز طرد مركزي، قال فابيوس: «إذا قلنا إما 190 ألف جهاز طرد مركزي أو لا شيء، فإن النقاش لن يتقدم».
وكان خامنئي أعلن مساء أمس الأول، أن بلاده ستحتاج في نهاية المطاف إلى 190 ألف جهاز طرد مركزي، فيما تسعى واشنطن إلى الحد من هذا العدد وحصره بعشرة آلاف فقط.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد