حراس الأحياء في بغداد
عند هبوط الظلام يقفل أهالي حي الحرية في بغداد عائدين الى بيوتهم فيما يهرع فراس حسن وأصدقاؤه الى حمل بنادق الكلاشنيكوف ويتجهون صوب الشوارع الخالية. هؤلاء المتطوعون ليسوا من المسلحين، لكنهم اعضاء في إحدى جماعات حراسة الأحياء العديدة التي ظهرت في أرجاء العاصمة بعد تكريس الاحتقان الطائفي في المدينة في ظل أكثر من ثلاثة اعوام من الاحتلال.
وقال حسن لا نضع ثقتنا في احد ونرسخ وجودنا في الحي من خلال استجواب الأغراب وإيقاف السيارات لردع هؤلاء المجرمين. وقال حسن إن حراس الأحياء باشروا مهمة الذود عن منطقتهم هذه منذ ثلاثة شهور عندما تسلل مسلحون من منطقة قريبة وألقوا بكيس ضخم على ارضية الشارع... ووجدوا داخل العبوة أشلاء أحد أصدقائهم كان قد اختطف قبل ذلك بيوم واحد.
وقال حسن، وهو ينظف ماسورة بندقيته وقد عاد بذاكرته الى الوراء، عندما فتحنا الكيس وجدنا بداخله رأس خليل وبقية اشلائه... ومنذئذ أدركنا أن علينا الدفاع عن انفسنا، لذا فقد قمنا بتكوين هذه الجماعة اثناء الجنازة.
وعلى الضفة الأخرى من نهر دجلة في حي الأعظمية، يقول أبو أنس إن افراد جماعته من المسلحين لا يغمض لهم جفن خوفاً من رجال الميليشيات من الطائفة الاخرى، لا سيما بعد انفجار ست قنابل في حي مدينة الصدر القريب ومقتل أكثر من 200 قبل اسبوعين. كان هذا الهجوم هو الأعنف منذ الغزو الأميركي عام .2003
ومما اثار مخاوف جديدة من احتمال تقسيم العاصمة الى جيوب طائفية تفصل بينها خطوط جبهة، ما اعقب الهجمات من قيام الجماعات المسلحة في مختلف الأحياء بتكثيف الإجراءات الوقائية ونشوب حرب بقذائف الهاون بين الجماعات الطائفية المتنافسة.
وقال أبو أنس نعمل في أربع نوبات، كل نوبة من ست ساعات بدءاً من السادسة مساء حتى السادسة من مساء اليوم التالي ونتخذ مواقعنا على اسطح منازلنا في النوبة الثانية. وأضاف كلنا متطوعون لكن تمنحنا بعض العائلات في احيان كثيرة قدراً من المال والطعام.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد