جنوب السودان: مفاوضات بطيئة ومعارك مستمرة
لم يلتق وفدا طرفي الأزمة في جنوب السودان بشكل مباشر خلال المفاوضات التي بدأت أمس، في أديس أبابا، فلا يزال الوسطاء الأفارقة يحاولون الجمع بينهما، في محاولة للتوصل إلى موعد لوقف إطلاق النار. وفي هذه الأثناء، واصل الجيش الجنوب السوداني عملياته في مدينة بور في ولاية جونقلي، حيث أكد قدرته على استعادتها من أيدي المتمردين خلال 24 ساعة.
واكدت وزارة الخارجية الاثيوبية ان المفاوضات بدأت بين موفدي الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار، موضحة ان "الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا" (ايغاد) "ملتزمة بتقديم الدعم بكل الوسائل الممكنة".
واشارت مصادر الى ان الطرفين قد لا يلتقيا مباشرة قبل اليوم السبت على اقل تقدير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية دينا مفتي أن "الوفدين يجتمعان مع الوسطاء على نحو منفصل... نأمل في دفعهما إلى محادثات مباشرة قريباً".
وقالت حكومة جنوب السودان في بيان نشر في وقت متأخر أمس الأول "نحن نشارك في المحادثات لاننا نريد السلام لشعبنا برغم ان المجموعات المتمردة لم تقبل وقف الاعمال الحربية".
وكثّف العاملون في الوكالات الانسانية التحذيرات من تدهور الازمة بالنسبة للمدنيين. وقال منسق الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة توبي لانزر إن "كل اطراف النزاع تتحمل مسؤولية تجنيب المدنيين القتال"، مضيفاً "ندعو كل الاطراف الى تسهيل عمل وكالات المساعدة الانسانية والوصول الى المدنيين وحماية واحترام الانشطة المدنية".
وميدانياً، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير إن "قواتنا كافية لهزم المتمردين في الساعات الـ24 المقبلة"، مؤكداً أنهم "يندحرون" من المدينة.
وأفادت معلومات بأن معارك عنيفة بمشاركة الدبابات والمدفعية جرت في محيط بور، وهي المدينة التي سقطت منذ بداية النزاع مرتين في أيدي المتمردين. ولكن أغوير بدا واثقاً من قدرة الجيش، إذ قال "اشك في ان يتمكنوا من قضاء الليل في بور، هذه الليلة سيصلون الى شمالها".
وفي المقابل، أكد المتحدث باسم المتمردين موزيس رواي لات أن رفاقه، الذين يسيطرون على بور، في طريقهم إلى جوبا، وهم "يقتربون" منها فعلاً.
ومع استمرار تدهور الوضع، وبالرغم من المفاوضات الجارية في أديس أبابا، أجلت الولايات المتحدة أمس المزيد من العاملين في سفارتها في جوبا. وجاء في رسالة عاجلة إلى المواطنين الأميركيين أنه تقرر اتخاذ هذه الخطوة نظرا للوضع الأمني المتدهور. ودعت السفارة الاميركيين الى المغادرة عبر رحلة الاجلاء، التي تم تنظيمها أمس، "نحو الدولة المجاورة الآمنة".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد