أزمة نقل تخنق شوارع دمشق والمحافظة تتوعد بالحل
ما زالت مشكلة النقل الداخلي بمدينة دمشق وما حولها تشكل أزمة حقيقية للمواطنين، وما زالت الوعود والقرارات والإجراءات مخفية ومنها ما يندرج تحت عنوان «دعونا نعمل لنحل المشكلة» وبعد أن طال الانتظار من الجهات المعنية في مديرية النقل الداخلي في محافظة دمشق والمكتب التنفيذي المختص بهذا القطاع إضافة لإدارة المرور العامة ووزارة النقل، ظهرت بعض الأخبار من محافظة دمشق عن تجهيز 150 باص نقل داخلي للبدء بحل مشكلة النقل لدى المواطنين ولكن لم يلبث أن ورد الخبر لمدة يومين حتى تم تكذيبه لنعود لنقطة الصفر وحال المواطن يسوء يوماً بعد يوم وخصوصاً في أيام الشتاء الباردة التي ستزيد العبء عليه بهذا الجو البارد.
نعود مرة أخرى إلى محافظة دمشق لأخذ بعض القرارات أو الأطروحات التي وعدنا بها قبل عام 2014 ولكن للأسف وجدنا الإجابة عن أسئلتنا بالتعاليل والأسباب التي حفظناها جيداً، وجاءت على لسان عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات حيث أعاد السبب لزيادة عدد القاطنين بمدينة دمشق بزيادة 2.5 مليون نسمة عن عام 2011 ما أدى إلى الانخفاض الحاد بعدد المركبات المعدة للنقل العام إلى نحو الثلث لأسباب الاعتداء والتخريب وخروج الكثير من وسائل النقل عن الخدمة لأسباب تتعلق بمالكيها والسائقين وغيرها من الأسباب التي فصلها هيثم الميداني بالأرقام التي لم تعد تجدي نفعاً ولا أذناً مصغية عند المواطن، موضحاً أن هذه الأسباب أدت إلى نشوء أزمة نقل ركاب حادة ومفاجئة وبظروف عسيرة يتعذر فيها توفير البديل بشكل سريع.
وهنا ربما يسأل المواطن إن كانت الظروف عسيرة ويتعذر توفير بديل سريع لحل مشكلة النقل فلماذا توجد الجهات المسؤولة عن هذا الأمر؟ ولماذا خرجت الوعود الكثيرة في أوقات سابقة ونحن بأمس الحاجة (المواطنين) لكلام واضح وصريح، إما أن تحل المشكلة وإما أنها مستحيلة الحل!!؟؟
وتحدث الميداني عن بعض الإجراءات التي حاولت محافظة دمشق القيام بها في المدينة عن نقل بعض المركبات من الخطوط الأقل نشاطاً إلى الخطوط المحتاجة إليها وإصدار التعرفات الخاصة بالنقل والتشدد في تطبيقها حرصاً على مصلحة المواطن.. قال أحد المواطنين أي تشدد وأي تعرفات نقل كلسان حال كل المواطنين في شوارع دمشق فإذا كانت طريقة العلاج بهذا المنحى من التشدد غير الموجود أصلاً فإنه يجب عل المواطن أن يتعود السير ساعات طويلة في كل الأحوال الجوية فإذا كانت أدنى مشكلة وهي تحديد تسعيرة النقل بهذه الصعوبة ولم تحل إلى الآن فأي مشكلة نقل كبيرة وتأمين وسائل أخرى ستحل وتبصر النور؟؟!!
وفي إطار حديث الميداني أكد سعي محافظة دمشق الحثيث لإصلاح الباصات المتضررة لدى الشركة العامة للنقل حسب الإمكانيات المتوافرة، مشيراً إلى طموح المحافظة القديم (كما قال) وهو إصلاح العدد المناسب من الباصات لوضعها بالخدمة مع مطلع العام لولا الاعتداءات التي جرت على ورش الإصلاح ما حد من وتيرة التجهيز والإصلاح بالأعداد اللازمة، ليسأل مواطن سؤالاً محرجاً: «كم ورشة إصلاح موجود في دمشق؟».
ووعد الميداني بزوال مشكلة النقل في الوقت القريب بفضل الجهود المميزة التي تبذلها كل الجهات وعلى جميع الصعد التنظيمية والإدارية والفنية آملاً أن تتمكن محافظة دمشق من تحقيق مشاريعها الكبرى للنقل الجماعي من خلال التوسع بالنقل السككي والمترو وتنفيذ (اللاين باص) وإدخال الباصات العاملة على الغاز وسيارات الكهرباء بالمدينة القديمة وذلك لتوفير النقل الآمن والسريع والمريح للمواطن وللمحافظة على البيئة والمظهر الحديث واللائق بدمشق.. يقول مواطن: لا نريد مترو باص ولا لاين باص.. بل نريد وسيلة نقل بتعرفة نظامية وسنكون من الشاكرين لمن يؤمن لنا هذا الطلب الصغير.
محمد نزار المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد