عودة العبودية إلى الهند
يعيش في الهند ملايين من الأطفال كعبيد، إذ يعملون في الحقول والمصانع وبيوت السكن، بلا راتب بل بتأمين الغذاء فقط. ومعظم هؤلاء الأطفال يباعون من قبل أهلهم. وقد قامت الحكومة الهندية بإحصاء في عام 2001 أظهر أن عدد الأطفال الذين يعملون يقدر بـ 12,6 مليون طفل. ولكن الأعداد الحقيقية تبقى أكثر، لان بعض الأهل في الهند لا يسجلون أولادهم في الدوائر الرسمية. وعلى الرغم من ان الحكومة الهندية تمنع عمالة الأطفال، الا ان تجار البشر يبقون بلا عقاب بسبب غض الشرطة الهندية، نظرها عن هذا الأمر.
تظهر تحقيقات منظمة «راينبو هوم» التي تعنى بعمالة الأطفال ان العدد الأكبر منهم لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره. وانهم لم يدخلوا يوماً إلى المدرسة. وتتركز تجارة عمالة الأطفال في مدينة بنغالور في جنوب الهند. إذ يصل إلى محطة السكة الحديد فيها ثمانون قطاراً في اليوم. وتحمل تلك القطارات أعداداً لا حصر لها من العمالة الرخيصة ومنهم آلاف الأطفال.
يهرب الأطفال من أهلهم بسبب الفقر وبسبب المعاملة السيئة منهم.، على أمل تحسن الظروف المعيشية في المدن الكبيرة. لذا يأتي إلى مدينة بنغالور آلاف الأطفال من مناطق الهند مثل تاميل نادو، كيريلا، اندرا براتش، وغيرها. وتشكل هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال، صيداً ثميناً لتجار البشر في الهند. وهم يعدون الرجال بمهنة محترمة وراتب مجز. وبعد ذلك يحولون إلى ارباب العمل نظير مبلغ ألفل روبية أي ما يعادل عشرين دولاراً فقط.
تأتي القطارات إلى محطة بنغالور في الليل، حيث يكون تجار البشر واقفين على الأرصفة في انتظار العمالة الرخيصة من الرجال والنساء والأطفال. وفي المحطة المذكورة عشرة أرصفة يبلغ طولها حوالي الكيلو متر. وينزل إلى الأرصفة آلاف الأطفال الذين يتم تحويلهم فوراً إلى أرباب العمل. وبعد ذلك يختفي الأطفال، ولا يمكن العثور عليهم حيث يتم حبسهم وإرغامهم على العمل، اثنتي عشرة ساعة في اليوم. وفي الساحة خارج المحطة تأتي أيضاً عشرات الأوتوبيسات حاملة العمالة الرخيصة والأطفال. وفي الشوارع القريبة من المحطة يقف تجار البشر، حيث يصطادون ضحاياهم.
يعمل في دور البغاء في الهند أكثر من ثلاثة ملايين من بنات الهوى، وذلك بحسب احصاءات رسمية. أربعون في المئة منهن قاصرات. وكثيرات منهن يُبَعْن إلى تجار البشر عند بلوغهن العاشرة من العمر، بحجة الذهاب إلى العمل في المدن. ويجوب التجار الأرياف بحثاً عن فتيات يريد أهلهن التخلص منهن لعدم القدرة على إعالتهن.
تبقى الهند قوة اقتصادية فاعلة. ولكنها متأخرة اجتماعياً عقوداً من الزمن. ولا اعتبار في هذا المجتمع للمرأة. لأن على الأهل إعالتهن وتمويل زواجهن. ولذلك فإن العديد من الأهل يقومون ببيع بناتهن للتخلص من تلك الأعباء.
سمير التنير
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد