دارفور

قالت الخرطوم إن لديها أدلة تدين منظمات إغاثة طردتها من دارفور عقب صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب بالإقليم، في حين فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير بيان يدعو الخرطوم إلى التراجع عن قرار الطرد.

بدا أمس أن الأزمة بين الخرطوم والمجتمع الدولي تتجه إلى مزيد من التعقيد، إذ التأم مجلس الأمن لمناقشة قرار السودان طرد 13 منظمة إغاثية من دارفور. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليون شخص في الإقليم، مشيرة إلى أنها ستدرس ما إذا كان القرار يشكل «جريمة حرب».

سلكت قضية ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للرئيس السوداني عمر البشير، أمس، منعطفاً جديداً، مع عرض فرنسا التوصل إلى تسوية إذا قام البشير بما «هو مطلوب منه»، في وقت تواترت فيه المواقف الدولية المساندة للرئيس السوداني، وعلت الضجة التي رافقت طرد منظمات الإغاثة الأجنبية الأساسية من إقليم دارفور الذي يزوره الرئيس السوداني غدا.

رجحت مصادر دبلوماسية أن يبحث مجلس الأمن الدولي إمكانية تصنيف قرار الخرطوم طرد بعض منظمات الإغاثة من إقليم دارفور في عداد جرائم الحرب، في حين تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بمواصلة العمل على تحقيق السلام بالإقليم بغض النظرعن قرار المحكمة الجنائية الدولية.

وصل العاصمة السودانية الخرطوم وفد من أكثر من 50 قياديا من عدد من البرلمانات العربية والإسلامية لدعم الرئيس عمر البشير بعد صدور مذكرة اعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بدارفور.

ما أن صدر قرار توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، حتى كشف الإعلام الأميركي، أمس، عن مقاربة أميركية محتملة: فرض منطقة حظر جوي فوق إقليم دارفور السوداني من أجل «تسهيل مهمة الدبلوماسية»، في استرجاع فظ لسيناريو طُبّقَ ضد العراق

ما هي المحكمة الجنائية الدولية وما الفرق بينها وبين محكمة العدل الدولية وما علاقة قرارها بخلفيات الصراع في جنوب السودان ودارفور؟

لورانس بليرون، المتحدثة باسم محكمة الجزاء الدولية في لاهاي، أمام قاعة مملوءة بالصحافيين، أعلنت من دون أي انفعال، أو تحسب لاستثنائية أو عواقب ما، ان «الدائرة التمهيدية الأولى، أمرت بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير».

لم يكد مداد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير يجف حتى انبرى المحللون السياسيون يتناولون ما قد يترتب عليها من تداعيات على كافة الأصعدة، وتبارت الصحف العالمية خاصة البريطانية والأميركية منها في تغطية الحدث بالتعليق والصورة والتحليل.