لا شهية لأوباما للتدخل عسكرياً في سوريا والإئتلاف غير المؤتلف يطالب بمزيد من السلاح والإبراهيمي يراوح مكانه وتصريحات روسية متذبذبة
قبل ساعات من تقديم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تقريره إلى مجلس الأمن الدولي حول جهوده لحل الأزمة السورية، والتي قالت مصادر ديبلوماسية في نيويورك إنها لم تحرز أي تقدم، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، امس، ان لا شهية لديه للتدخل عسكريا في سوريا، مشيرا الى انه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع سيساعد في حله أم انه سيؤدي إلى تفاقم الأمور.
في هذا الوقت، ظهر التناقض الواضح بين مؤتمري المعارضة السورية في جنيف وباريس. وتمسك رئيس هيئة التنسيق الوطني في المهجر هيثم مناع وادونيس، في افتتاح أعمال «المؤتمر الدولي السوري من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية» في جنيف، بالحل السلمي والسياسي للأزمة السورية ورفض العنف. وأعلن ادونيس رفضه تحول سوريا، بحجة تغيير النظام، إلى ساحة لمباريات القوى الأجنبية الاستعمارية في تدخلها باسم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن تتحول إلى ميدان للجهاد الديني.
ولكن في المؤتمر الذي رعته وزارة الخارجية الفرنسية في باريس لدعم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» واصلت قيادات «الائتلاف» مطالبتها بمزيد من التسليح. وطلب رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا، خلال اجتماع «فني» حضره ديبلوماسيون من نحو 50 دولة، «500 مليون دولار على الأقل للتمكن من تشكيل حكومة في المنفى»، وهو الأمر الذي يشترط الائتلاف نيل ضمانات دولية قبل الإقدام عليه. وأضاف «نحتاج إلى أسلحة والمزيد من الأسلحة».
وأكثر من جرس إنذار قرع المضيفون الفرنسيون في باريس، إلى درجة بدت الخيارات فيها ضيقة وحاسمة، وربما مبالغا فيها، أمام ممثلي 50 دولة على مستوى موظفي الخارجيات، لحثهم على إنقاذ ميزانية «الائتلاف» من الشلل، وإعطاء الكتلة المعارضة المال والفرصة لإثبات فعاليتها أمام السوريين، ورفع قدرتها على منافسة الجماعات الجهادية، عسكريا وإغاثيا.
وقالت مصادر ديبلوماسية في نيويورك أن الإبراهيمي لم يحرز أي تقدم في حل الأزمة السورية خلال مفاوضاته مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وأكدت المصادر أنه لم يتوصل حتى الساعة إلى رسم مبادرة جديدة بهذا الشأن أو الاتفاق على تكملة البحث في الخطط السابقة.
يذكر أن الإبراهيمي سيعقد اليوم جلسة مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن. ورأت مصادر أممية أن هذه الجلسة ستكون عادية، ولن تأتي بأي جــديد وستــجدد الدول رأيــها وموقــفها من الأزمة.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقابلة مع مجلة «نيو ريبابليك» الأميركية نشرت أمس، «في وضع مماثل للوضع في سوريا علي أن أتساءل هل يمكننا أن نحدث فرقا؟ هل سيــكون للتدخل العسكري وقع؟ كيف ســيؤثر ذلك على قدرتنا على دعم قواتــنا التي لا تزال منتشرة في أفغانــستان؟ ما ستكون عواقب تورطنا على الأرض؟ هل سيزيد ذلك من العنف أم يؤدي إلى استخدام الأسلحة الكيميائية؟ ما الذي يقدم أفضل الفرص لنظام مستقر لما بعد (الرئيــس الســوري بشار) الأسد؟ وكيف أوازن بين عشرات آلاف القتلى الذين سقطوا في سوريا وعشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونغو؟».
وأوضح «إني أتساءل دائما أين ومتى على الولايات المتحدة التدخل أو التحرك لخدمة مصلحتنا الوطنية، وضمان أمننا، وليتناسب ذلك مع أعلى قيمنا وإنسانيتنا». وتابع «فيما تحيرني هذه القرارات يبقــى في ذهني أكثر من أي شيء آخر، ليــس فقط قدراتنا وإمكانـــاتنا الهائلة، بل أيضا حدود» هذه القدرات.
ورداً على سؤال حول عدم رغبة واشنطن بالتورط في الأزمات الدولية، لفت أوباما، في مقابلة مع قناة «سي بي اس»، إلى الدور الأميركي في ليبــيا ومصر. وأشار إلى أنه في ســـوريا «نريد التأكد أن تورطنا لا يعزز فقط الأمن الأميركي بل يفعل الأمر الصحيح للشعب السوري وجيرانه مثل إسرائيل التي ستتــأثر بعــمق». وأضاف «هناك مراحل انتقالية وتحولات تحصل في كل أنحاء العالم. لن نكون قادرين على السيطرة على كل جانب» منها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرس في موسكو، «نحن لم نكن معجبين يوما بهذا النظام، ولم نسانده أبدا»، موضحا أن «كل أفعال روسيا كانت موجهة لتطبيق بنود بيان جنيف، ومن بينها الاتفاق على تشكيل هيئة إدارية انتقالية. إننا نريد استقرار الوضع وتهيئة الظروف لكي يقرر السوريون بأنفسهم مصير قيادتهم وشعبهم وبلادهم. هذا هو موقفــنا، وليس دعم هذا أو ذاك في هــذه المأســاة».
وقال لافروف «من واجب اللاعبين الخارجيين أن يدركوا الواقع الحزين الناشئ في سوريا والعمل على تطبيق بيان جنيف. أتمنى أن تدرك الولايات المتحدة ضرورة القيام بكل شيء لكي يتم تطبيق بيان جنيف». وأضاف «نحن بالذات بادرنــا إلى جانب (المبعوث السابق) كــوفي أنان لعقد لقاء جنــيف في 30 حزيران، ونحن في إطار المباحـــثات التي استمرت لمدة 8 ساعات استطعنا التوافق على البيان، وأهم ما جاء فيه هو إلزام جميع المشاركين في اللقاء بمطالبة جميع الأطراف السورية بوقف نزيف الدم وتعيين مفاوضين للتوصل إلى اتفـــاق حول قوام وصلاحيـات الهيـــئة الانتقالية».
وأشار لافروف إلى أن «سبب عدم تطبيق الشروط حتى اللحظة الراهنة يبقى لغزا»، مؤكدا «نحن ندعم تطبيق هذه الاتفاقات ونعمل مع الحكومة ومع جميع المجموعات المعارضة على حد سواء، في حين أن أكثرية المشاركين الآخرين في جنيف يعملون فقط مع المعارضة، أحاديا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد