الجيش العربي السوري يتدخل لتأمين وصول المعونات الغذائية والطبية لأهالي ريف حلب
وزعت وحدات من الجيش العربي السوري أمس بالتعاون مع محافظة حلب معونات غذائية وطبية على العائلات المتضررة من الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة نبل بريف حلب.
وعبر الأهالي في المنطقة عن سعادتهم بدخول الجيش العربي السوري وسرعته في تلبية مناشداتهم والتدخل لتأمين إيصال المواد الغذائية والطبية التي شملت حليب الأطفال وسلات غذائية تموينية وبعض الأدوية الضرورية مطالبين بتعزيز تواجده والإسراع بالقضاء على الإرهابيين الذين يمنعون وصول المواد الضرورية ويستهدفون أي شاحنة تحمل مساعدات لأهالي المنطقة.
وأشارت السيدة أمينة حمشو إحدى أرامل المنطقة لمراسلة سانا التي رافقت جولة توزيع المعونات إلى أن ممارسات الإرهابيين وإجرامهم كانت تسعى بشكل واضح لقطع كل أشكال الحياة عن المنطقة من خلال منع وصول أي مواد غذائية ونشر الرعب والخوف في نفوس الأهالي الذين عانوا كثيرا في تأمين بعض احتياجاتهم ومستلزمات أطفالهم.
وتروي السيدة فاطمة سلوم قصصا موءلمة عن معاناة الأهالي الذين فرض عليهم المسلحون الإرهابيون في بعض الأوقات حصارا خانقا جعلهم حبيسي المنطقة التي افتقدت العديد من المواد الضرورية وفي مقدمتها الأدوية قبل أن يلبي الجيش العربي السوري مناشداتهم ويدحر الإرهابيين إلى غير رجعة وهو ما يطالب به كل الأهالي بحسب السيدة فضيلة الباشا التي تؤكد على ضرورة بقاء بواسل القوات المسلحة في المنطقة ليبقى الاطمئنان والأمان ملازما لهم.
من جانبها تتحدث عائلة الشهيد سامر علاوي بفخر وألم عن حادثة استشهاد ابنها الذي كان دائما تواقا لبذل دمائه فداء للوطن وحماية أبناء سورية مبينة أنه ورغم الألم لفقدانه إلى أنه بات فخرا لجميع أفراد العائلة.
وعن توافر الدواء في المنطقة يوضح الدكتور أحمد طاهر منسق في الحملة من مديرية صحة حلب أن الحملة التي أمن وصولها الجيش العربي السوري جميعها يندرج ضمن برامج المراكز الصحية في المنطقة لمعالجة أمراض السل والسكري وتوفير اللقاحات الوطنية مبينا أن كميات وافرة من اللقاحات و مادة الأنسولين باتت موجودة في المراكز الصحية التي تقدم خدماتها بشكل مجاني من خلال الكوادر الطبية المتميزة.
ويشير الدكتور طاهر إلى الصعوبات التي عانتها المنطقة قبل تأمين الجيش العربي السوري لإيصال المواد الطبية خاصة أن المنطقة تعاني من نقص حاد في الأدوية الخافضة للحرارة والمنظمة للسكر.
الأعمال الإرهابية والاعتداءات المستمرة من قبل عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة حالت دون إمكانية وصول غالبية طلاب المنطقة إلى جامعة حلب التي ستنظر كما يؤكد الأستاذ الدكتور فاضل كعدة لإيجاد الحلول الممكنة لـ 800 طالب من كافة الاختصاصات منعتهم الظروف من تقديم امتحاناتهم في حين يؤكد الأهالي أن إرهاب وممارسات المسلحين المرتزقة لم تمنعهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس في المنطقة على الرغم من وجود بعض النقص في المستلزمات المدرسية والقرطاسية.
ويؤكد أمين شعبة الحزب في منطقة اعزاز يحيى حاج علي أن الإرهابيين حاولوا من خلال تصرفات معينة واستهدافهم للمواطنين بث الفرقة ونشر الفتنة في مناطق الريف الحلبي الذي أثبت أبناوءه من جديد تمسكهم بوحدتهم وتعايشهم من خلال وعيهم وعدم انجرارهم وراء تصرفات المجموعات الإرهابية المسلحة التي بات القضاء عليها بأسرع وقت المطلب الأول لكافة الأهالي.
قواتنا المسلحة تستكمل ملاحقتها للإرهابيين في حرستا.. الأهالي يرفضون الإرهابيين وكذلك الجغرافيا والأرض
قناعة أهالي حرستا بقدرة جيشنا البطل على وضع حد لممارسات الإرهابيين المرتزقة كان عاملا مساعدا لبواسل جيشنا العربي السوري في إنجاز عملياتهم النوعية التي استهدفت أوكار الارهابيين ووضعت حدا للسطو الذي مارسته العناصر الإرهابية في احياء من المدينة وتهجير اصحابها وتحويلها إلى مواقع للقناصات تستهدف المواطنين والأهالي.
تواجد بعض الجيوب الإرهابية المسلحة في المدينة لم يؤثر على قرار أبو احمد وجيرانه في البقاء في منازلهم مع افراد أسرهم وسط أزيز الرصاص حيث يقول: "ربما ينظر البعض إلى أن بقاءنا في الحي الذي نعيش فيه منذ عشرات السنين ليس بالحل الأمثل لكن خطورة خروجنا وبالتالي تسهيل سيطرة المسلحين على الحي كانت السبب الرئيسي لقرارنا بالبقاء".
ويستدرك أبو أحمد "إن ما يطمئن وسط الخطر ان الجيش حدد اهدافه مسبقا وينال بدقة من اوكار الارهابيين وهذا ما كنا ننتظر منذ فترة بدت طويلة بالنسبة لنا".
ثقة أبو أحمد بقدرة جيشنا الباسل على إتمام عمليته النوعية أكدتها سرعة ودقة وحدات قواتنا المسلحة في توجيه ضربات قاضية للإرهابيين الذين اتخذوا من البساتين المحيطة بمدينة حرستا أوكارا ومخابئ لفلولهم المندحرة ليتأكد للجميع مرة أخرى أنه لا مكان لهم بين الأهالي الذين كان لهم الدور الأبرز في طرد الإرهابيين نحو البساتين والمزارع الممتدة حتى مدينة دوما والتي وإن وفرت لهم المناورة والانتقال والتخفي تبقى مكشوفة أمام انظار وحنكة قواتنا المسلحة.
ويؤكد قائد ميداني شارك في التخطيط والتنفيذ للعملية النوعية أن نجاح بواسل الجيش بالقضاء على غالبية الإرهابيين المختبئين في جحورهم خلال وقت قصير وضع الذين استطاعوا الفرار في مأزق كبير ودفعهم إلى الابتعاد عن المواجهة حيث لم تنفعهم الاسلحة والاجهزة الحديثة التي زودتهم بها مشيخات وممالك وامبراطوريات إرهابية الأمر الذي ظهر بوضوح فمن لم يتمكن من الهرب سارع إلى الاستسلام.
المعطيات على الأرض تؤكد أن الإرهابيين يعرفون جيدا أن أهالي حرستا الشجعان لا يهابونهم فوجدوا أنفسهم مضطرين للجوء إلى البساتين المحيطة بحرستا التي زرعوا فيها اعدادا كبيرة من العبوات الناسفة في محاولة يائسة لعرقلة وصول قواتنا المسلحة إليهم واجتثاثهم ومصادرة أسلحتهم وقذائفهم المصنوعة في كيان العدو الصهيوني.
وكما لفظت أحياء وشوارع مدينة حرستا الإرهابيين من قبل ها هم الآن يلقون حتفهم في المزارع المحيطة ولم تنفعهم الأنفاق المعدة مسبقا والعبوات الناسفة التي نجحت قواتنا الباسلة في كشفها وإبطال مفعولها وتحويلها إلى أثر بعد عين لتدخل العملية ساعاتها الأخيرة تحت عنوان عريض "أهالي حرستا يرفضون الإرهابيين وكذلك الجغرافيا والأرض".
يارا اسماعيل- حلب، شهيدي عجيب- ريف دمشق
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد