المعلم للإبراهيمي: وقف التسليح مقدمة للحوار
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في نيويورك أمس، أن بدء الحوار لحل الأزمة السورية يعتمد على توقف الدول الأخرى عن دعم المعارضة السورية وتزويدها بالمال والسلاح.
في هذا الوقت، واصلت سوريا خسارة تراثها، مع التهام النيران للسوق القديم في حلب، حيث تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين. وتعتقد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن خمسة من المواقع الستة الأثرية في سوريا، وبينها مدينة تدمر الصحراوية القديمة وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة، تأثرت بالقتال.
وبعد يومين من تهديد قائد العمليات العسكرية «للواء التوحيد» عبد القادر صالح، في بيان على «فايسبوك» بمهاجمة الأكراد، فجر انتحاري سيارة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وإصابة 15. يذكر أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها المقرات الأمنية في القامشلي إلى هجوم انتحاري.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم قدم، خلال لقائه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مع وزيري خارجية توغو اليوت اوهاين، الذي تشغل بلاده منصب العضو غير الدائم بمجلس الأمن، ولبنان عدنان منصور والإبراهيمي وفيلتمان، «شرحا مفصلا عن الأوضاع في سوريا، والاستهداف الذي تتعرض له بدعم من الدول التي باتت مواقفها معروفة وواضحة بالتآمر على الشعب السوري».
وأوضحت أن المعلم والإبراهيمي أجريا «جولة أفق حول مهمته، وبحثا سبل تعزيزها وما تقدمه سوريا لتسهيلها والمطلوب من باقي الأطراف لإنجاحها».
وأكد المعلم أن «نجاح هذه المهمة يعتمد بشكل رئيس على وضع حد لإيواء وتدريب وتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة بهدف فتح الطريق أمام بدء الحوار الذي تتبناه الحكومة فيما ترفضه المعارضة». وتابعت الوكالة «اتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق، سواء عبر التواصل الجاري بشكل مباشر أم عبر مكتب الإبراهيمي في دمشق. وجدد المعلم ترحيب سوريا بأي جهود بناءة يبذلها الإبراهيمي، مؤكدا تقديم كل التسهيلات له لانجاز مهمته.
وذكرت «سانا» أن فيلتمان قدم للمعلم «عرضا لما يحاول فريقه أن ينجزه في مجال المساهمة في تخفيف الأعباء الإنسانية التي تعانيها سوريا جراء الأوضاع الحالية». وقالت «وضع المعلم فيلتمان في صورة الاستهداف الممنهج للمجموعات الإرهابية للمنشآت العامة والخاصة، وكذلك البنى التحتية السورية»، مؤكدا أن «العقوبات الاقتصادية التي تطبقها الولايات المتحدة والدول الأوروبية تشكل العائق الرئيسي في استهداف معيشة الشعب السوري»، معتبرا أن «رفع العقوبات يبقى أفضل بكثير من السعي لعلاج آثارها». واتفق الجانبان على «ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بهدف تطوير التعاون القائم بين سوريا والأمم المتحدة».
وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عبر خلال لقائه المعلم «عن موقف العراق الداعي إلى وقف القتال والعنف وعدم عسكرة النزاع، وإلى عقد مؤتمر وطني للحوار يقود عملية الانتقال السياسي في سوريا».
والتقى مدير مكتب الإبراهيمي في دمشق، مختار لماني احد قادة المسلحين المعارضين في حمص، خلال زيارة قام بها إلى المحافظة أمس الأول. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق خالد المصري إن لماني «زار حي بابا عمرو ومنطقة تلبيسة، حيث التقى في تلبيسة ممثلين عن المعارضة المسلحة برئاسة العقيد قاسم سعد الدين» المتحدث باسم «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل».
وأكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، بعد لقائه لماني في دمشق، أن «الحكومة السورية لا تمانع اللقاءات التي يقوم بها لماني في سوريا مع أي طرف سوري، سواء أكان مسلحاً أم غير مسلح»، مشيرا إلى أن «هذه اللقاءات تأتي في إطار تكوين وجهة النظر لخريطة الأزمة في سوريا، وليس لأخذ قرار من يمثل أو لا يمثل الشعب السوري».
وكان مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي، علي اكبر ولايتي قال، أمس الأول، إن «انتصار حكومة سوريا على المعارضين في الداخل وأميركا وأنصارهم الغربيين والعرب الآخرين يعد انتصارا للجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف إن هجمات المسلحين مؤخرا لم تضعف الحكومة السورية، معتبرا أن «انتصار الحكومة السورية أكيد». وتابع «موقف الحكومة السورية مستقر، وبعض التفجيرات والاغتيالات لا يمكنها أن تسقط النظام».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد