الصحة تحذر من منتجات «زين الأتات»: عشبية لكن بمواد كيميائية بعضها محظور عالمياً لخطورته
حذرت وزارة الصحة من تداول مستحضرات «زين الأتات» اللبنانية لكونها «تحمل ادعاءات طبية كاذبة» وخصوصاً أن بعض تلك المستحضرات يحمل ادعاءات بأنه مُصنّع من الأعشاب والنباتات ويحوي مواد كيميائية بعضها محظور عالمياً لمخاطره على الصحة العامة.
وكانت وزارة الصحة قد منعت منذ عامين تداول مستحضرات «زين الأتات» في سورية. وقالت مديرة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة الدكتورة ميساء نصر لـ«الوطن»: إن المديرية والدوائر التابعة لها في المحافظات اكتشفت خلال الجولات الميدانية التي تقوم بها أن هذه المستحضرات لا تزال متداولة في بعض المحافظات السورية، وأن التحاليل التي أجرتها مديرية مخابر الرقابة الدوائية بالوزارة على عيّنات من مستحضرات «زين الأتات» المتداولة محلياً بيّنت أنها تحتوي على مواد دوائية كيميائية على الرغم من أن عبواتها تحمل ادعاءات بأن تركيباتها عشبية.
ولفتت الدكتورة نصر إلى أن هذه المواد قد تلحق أضراراً صحية بالغة ببعض مستخدمي هذه المستحضرات، فمستحضر Apple Dren Slim – كبسول - الذي تدّعي عبوته أنه «من خلاصات نباتية للتنحيف» وكذلك مستحضر Quick Acting Slimming – كبسول - والذي تدعي عبوته أنه «مُعدّ من بذرة الكوسا وأوراق البلوط وبذور الفجل والأعشاب البحرية اليابانية» بينت التحاليل المخبرية أنهما يحتويان على مادة «السيبوترامين» الكيميائية التي كانت الشركات الدولية تدخلها في تركيب بعض مستحضرات تخفيف الوزن قبل أن تمنعها منظمة الصحة العالمية، وقبل أن تقرر وزارة الصحة السورية إيقاف التصنيع المحلي لأي مستحضر يحتوي عليها بسبب تأثيراتها الجانبية القلبية الوعائية الخطيرة، وكذلك مستحضر Super Bust المدون عليه أنه «جل من الأعشاب الطبيعية لتكبير وشد الصدر والوجه» بينت التحاليل المخبرية أنه يحتوي على مادة GCMS وهي مادة كيميائية، وكذلك مستحضر «هيمو» – مرهم - المستخدم لعلاج البواسير على أنه من خلاصات نباتية، بينت التحاليل المخبرية أنه يحتوي على مادة الليدوكائين الكيميائية وهي مادة مخدّرة تدخل في تركيب بعض الكريمات لتخفيف الألم وتستخدم كذلك للتخدير الموضعي أو عن طريق الحقن، وكذلك مستحضر Guarana المستخدم على أنه مقوٍّ ومنشط للجسم من خلاصات نباتية، بينت التحاليل المخبرية أنه يحتوي على مادة السيلدنافيل سيترات الكيميائية.
وأشارت الدكتورة نصر إلى أن بعض هذه التركيبات الكيميائية تدخل في تركيب الكثير من المستحضرات والأدوية، ولكن خطورة إدخالها في منتجات «زين الأتات» تكمن بأنها تحمل ادعاءات أن مستحضراتها عشبية، وهذا قد يكون مؤذياً لمستخدميها ممن يعانون من أمراض الكلى أو الكبد أو لمن يعانون من حساسية من هذه المواد، وبغض النظر عن ذلك فإن عدم ذكر احتواء المنتج «العشبي» على المواد الكيميائية هو غش غير مقبول.
وأضافت الدكتورة نصر إن مديريتها نفذت خلال العامين الماضيين حملة لمنع تداول منتجات ومستحضرات «زين الأتات» اللبنانية في البلاد وأغلقت بالتنسيق مع وزارتي الإدارة المحلية والاقتصاد والتجارة ومديريات الصحة ونقابة الصيادلة ومديرية الجمارك العديد من مراكز توزيعها ومن الصيدليات والمحالّ التجارية التي تبيعها، وسحبت كميات كبيرة من هذه المستحضرات من الأسواق وأتلفتها واتخذت الإجراءات اللازمة لمعاقبة المتجرين بها والمروجين لها.
ولفتت الدكتورة نصر إلى أن جميع مستحضرات «زين الأتات» ممنوعة من دخول البلاد وكل ما يدخل منها إنما يدخل بشكل غير نظامي، لكون الشركة المذكورة غير مسجلة في وزارة الصحة لعدم ارتقاء منتجاتها للمستوى المطلوب، وهو ما بينته لجنة فنية سورية خاصة زارت مقر الشركة في لبنان وسجلت عدداً كبيراً من الملاحظات على هذه المستحضرات، وعليه تم رفض طلبها للتسجيل في الوزارة، مبينة أن هذه المستحضرات لا تحقق شروط التصنيع الجيد المعتمدة عالمياً ومحلياً، والمطلوبة من معامل تصنيع الدواء بما فيها المعامل اللبنانية، وأن وزارة الصحة السورية بعثت بكتاب لنظيرتها اللبنانية شهر تشرين الثاني الماضي ذكرت فيه هذه المعلومات ونبهتها إلى مخاطر احتواء بعض المستحضرات «العشبية» على مواد كيميائية.
باسم الحداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد