جنوب العراق يخلو من أجود أنواع التمور
لأشجار النخيل في منطقة الفاو في محافظة البصرة العراقية قصة تراجيدية قد تختتم بإبادة جماعية. فالحرب قضت على جزء كبير منها، والجفاف هو أيضا لم يوفرها، ثم جاءت ملوحة الماء لتقضي على ما تبقى منها.
وبعدما كانت منطقة الفاو في جنوب العراق تشتهر ببساتين النخيل التي تنتج كميات كبيرة من أجود أنواع التمور، حيث كانت المنطقة الممتدة من الفاو إلى شط العرب حتى السبعينيات تضم نحو نصف أشجار النخيل في العراق، باتت اليوم أرضا جرداء. والمنطقة التي كانت تضم 300 نوع مختلف من النخيل أصبحت فيها هذه الشجرة عملة نادرة.
وذكر عضو المجلس البلدي في قضاء الفاو الذي يملك بستانا للنخيل في المنطقة عبد السلام علي أن آلافا من أشجار النخيل اقتلعت إبان الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وقال علي إن «المنطقة التي تمتد من قضاء الفاو لناحية الخليج تقريبا كانت تضم مليون و400 نخلة، أما اليوم فلم يبق سوى 38 ألف نخلة تقريبا على طريق الهلاك بسبب الماء المالح الذي صعد داخل شط العرب.
وقال رئيس لجنة شؤون الزراعة في المجلس البلدي في الفاو موفق ياسين فاضل «كانت المنطقة سوداء من كثرة النخيل... ظلال ما تشوف شمس ولا فضاء. أما بعد الحرب، ولدواعي أمنية، أزالوا كل النخيل خوفا من تسلل القوات الإيرانية، وأغلقوا الأنهار فالنخلة ماتت وبقي تقريبا 36 ألف نخلة حتى إحصائية 2007 تنتج 40 طن فقط... والذي كان يشكل إنتاجية بستان واحد».
تشير تقديرات خبراء الزراعة العراقيين إلى أن عدد أشجار النخيل في أنحاء البلاد انخفض بنسبة 60 في المئة، أي إلى نحو عشرة ملايين نخلة. وتوضح نتائج أبحاث أجريت في السنوات الأخيرة أن نسبة الملوحة في مياه شط العرب ارتفعت إلى قرب مستويات ملوحة مياه البحر. وذكر المستشار الزراعي لمحافظ البصرة حسن عبد الحي أن نتائج عمليات مسح أجريت في الآونة الأخيرة توضح أن أراضي كثيرة في المنطقة باتت غير صالحة للزراعة.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد