تقدم «الإسلاميين» بانتخابات مصر وأكثر من مئة مصاب في ميدان التحرير
تعلن اليوم الخميس النتيجة الرسمية للمرحلة الأولى للانتخابات المصرية، وبينما أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدّم التيار الإسلامي على التيارات الليبرالية واليسارية، وصل عدد المصابين جراء المشاجرات العنيفة بميدان التحرير وسط القاهرة إلى 108 أشخاص، في حين دعت أحزاب وائتلافات إلى مليونية جديدة يوم الجمعة للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لنقل السلطة للمدنيين فوراً.
ووفق معلومات أولية، فإن التيار الإسلامي (الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين والسلفيين) سيحصلون على نسبة تتراوح ما بين 55% و65% من أصوات الناخبين بمحافظات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب وهي القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، ودمياط، وكفر الشيخ، والفيوم، وأسيوط، والأقصر، والبحر الأحمر.
وقالت مصادر من حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين: إن قوائمهم حصلت على نحو 40 بالمئة من الأصوات التي تم فرزها وقالت مصادر الكتلة المصرية إنها حصلت على ما بين 20 و30 بالمئة من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن في القاهرة.
ويصعب تقدير مدى تأثير مثل هذه النتيجة على الانتخابات التي تجرى على مدى ستة أسابيع وتستخدم نظاما شديد التعقيد لتوزيع المقاعد على الفائزين.
وقال عدد من مندوبي المرشحين داخل لجان الفرز: إن مرشحي حزب «النور» السلفي تقدموا بعدد من الدوائر بمحافظات الإسكندرية ودمياط وكفر الشيخ يليهم مرشحو حزب «الحرية والعدالة» ثم أعضاء الجماعة الإسلامية ثم مرشحو الأحزاب والقوى الليبرالية واليسارية، وأضافوا إن المرشحين المستقلين وائتلافات شباب الثورة يتقدمون بعدد من دوائر محافظتي بورسعيد وأسيوط، بينما يتقدَّم أعضاء الحزب الوطني (المنحل) المعروفون حالياً باسم «الفلول» بمحافظتي الأقصر والبحر الأحمر.
وفي المقابل يتقدَّم مرشحو «الحرية والعدالة» بعدد كبير من دوائر محافظة القاهرة يليهم مرشحو حزب «النور» ثم الليبراليون الذين تقدموا ببعض دوائر المحافظة وأهمها مصر الجديدة وشبرا والزيتون.
ويجري التصويت في مختلف أرجاء مصر على ثلاث مراحل. ويتكون مجلس الشعب المصري من 498 مقعداً وينتخب ثلثا المقاعد بنظام القوائم النسبية وينتخب الثلث الباقي بالنظام الفردي.
ولم تمر الانتخابات بهدوء، فقد أصيب العشرات في اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء في ميدان التحرير بالقاهرة، وذلك بين بعض المعتصمين من شباب ميدان التحرير وعدد من الباعة المتجولين واستخدمت في الاشتباكات الحجارة والعصي وزجاجات المولوتوف، كما سمعت أصوات طلقات خرطوش، في حين لم تتدخل قوات الشرطة أو الجيش اللذين لا يزالان غائبين عن الميدان.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور محمد الشربيني، عدد المصابين بميدان التحرير ارتفع إلى 108، ولا يوجد إلا 10 حالات فقط: «يُعتقد أنها حرجة، مازالت تتلقى العلاج بمستشفى قصر العيني.
وطرد النشطاء الباعة الجائلين وقالوا إنهم بلطجية لكن هؤلاء عادوا ومعهم عدد كبير من البلطجية وهاجموا الميدان من ميدان عبد المنعم رياض المجاور.
وانتقد السياسي الإصلاحي البارز محمد البرادعي المجلس العسكري متهما إياه بعدم توفير الحماية للنشطاء وقال: إن «البلطجية» هاجموا المحتجين الذين دخل اعتصامهم في ميدان التحرير يومه الثاني عشر.
من جانبه، قال المنسق الجماهيري لـحركة شباب 6 أبريل في محافظة القليوبية والذي أصيب بطلقة خرطوش في الوجه: «الهجوم تشنه عصابات منظمة وكان الغرض منه استدراج المعتصمين إلى خارج الميدان».
وقال الناشط شادي محمد إنه لا يستبعد: إن تكون وزارة الداخلية وراء الهجوم.
وذكر موقع لصحيفة الأهرام على الإنترنت أن 23 حركة وائتلافاً وحزباً سياسياً دعت إلى مليونية جديدة يوم الجمعة لتأبين «شهداء» الاحتجاجات على الحكم العسكري للبلاد الذين يقدر النشطاء عددهم بنحو 75 قتيلاً منذ التاسع من آذار.
ونقل موقع بوابة الأهرام عن بيان للنشطاء أنه لولا الاحتجاجات «لما أجبر المجلس العسكري على الإعلان عن جدول زمني لتخليه عن السلطة ولما قام لواءات المجلس بتوفير التأمين للعملية الانتخابية وإنهاء الانفلات الأمني المريب الذي نعاني منه منذ تسعة أشهر ولما أُجبر المجلس العسكري على إسقاط حكومة شرف المرتعشة معدومة الصلاحيات».
وفي الأسبوع الماضي عين المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري رئيساً لمجلس الوزراء وكلفه بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
إلى ذلك عقد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، ظهر أمس، اجتماعاً مع عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية وممثلين عن القوى السياسية بينهم عمرو موسى ومحمد سليم العوا.
والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بصدد تشكيل «مجلس استشاري مدني» يتكون من شخصيات ورموز سياسية، ويجري النقاش حالياً حول آليات عمله واختصاصاته.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد