مصـر: أجهـزة الأمـن تـهـدد بـقـمـع «انـتـفـاضـة 25 يـنـايـر»
استبقت أجهزة الأمن المصرية الاحتجاجات الشعبية التي دعا إليها ناشطون معارضون، اليوم، تحت شعار «انتفاضة الشعب المصري» بالتحذير من حملة اعتقالات ستطال كل من يحاول الخروج في تظاهرات غير مرخص لها، وهو ما ردّ عليه منظمو هذه التحركات بالتحذير من أن أي قمع لتحركات «25 يناير» بالتحذير من مغبة أي اعتداء على المتظاهرين، في وقت بدا أن أحزاب المعارضة الرسمية وجماعة «الإخوان المسلمين» قد فضلت عدم المشاركة رسمياً في التحرك، مكتفية بإفساح المجال أمام مناصريها للمشاركة فرديا.
وقال مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر أنه سيتم اعتقال الأشخاص الذين يحاولون التعبير عن آرائهم بطريقة غير شرعية وغير قانونية.
وأشار الشاعر إلى أنه «تم إرسال إنذار إلى القوى السياسية التي تعتزم القيام بتظاهرات أسمتها (يوم الغضب)، بضرورة الحصول على تصاريح من وزارة الداخلية»، محذراً من أنه «في حال عدم وجود هذه التصاريح فسوف يتم التعامل مع هذه التظاهرات بطريقة قانونية، كما سيتم اعتقال كل من يخرج عن الشرعية والقانون».
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر أمنية قولها إن لدى أجهزة الأمن «أوامر بإلقاء القبض على أي شخص يحاول زعزعة الأمن العام والخروج في تظاهرات من دون ترخيص من وزارة الداخلية». وأوضحت أن «جهازي أمن الدولة والأمن العام وجّها إنذارا إلى قيادات وكوادر الحركـات الاحتجاجيـة بعدم التـظاهر غـدا في ما يعرف بـ(فعالية 25 يناير) إلا إذا حصلوا علي تصريح من وزارة الداخلية».
وتأتي تحذيرات وزارة الداخلية في الوقت الذي تلقت فيه جماعة «الإخوان المسلمين» تهديدات أمنية بعدم النزول إلى الشارع. وأوضحت الجماعة أن مباحث أمن الدولة استدعت مسؤولين إخوانيين في المحافظات وحذرتهم من النزول إلى الشارع، فيما وجهت تحذيرات مشابهة لمجموعات أخرى من بينها «شباب 6 أبريل».
وأصدرت حركة «شباب 6 إبريل» بيانا حذرت فيه من مغبة التعامل بعنف مع المتظاهرين. وأوضحت أن وزارة الداخلية «تنوي تكرار سيناريوهاتها الاحتيالية القديمة بدس مخبرين وسط المتظاهرين للقيام بأعمال تخريبية لتكون مبررا لسحل المتظاهرين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة».
وحذر البيان قوات الأمن من أن «أي اعتداء سيتم قد يأتي بنتائج غير متوقعه ولا يمكن السيطرة عليها»، مشدداً على أن رجال الشرطة «ليسوا أعداء».
واتهمت حملة دعم المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وزارة الداخلية بتهديد أعضائها وكوادرها الداعين إلى المشاركة في التظاهرات، متحدثة عن مجموعة من الاستدعاءات الأمنية بسبب فعاليات الاحتجاج المقررة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «وورد سوشاليست» الأميركية أن النظام المصري يستعد لمواجهة «الانتفاضة» الشعبية بكل الوسائل سواء داخليا أو خارجيا، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تسعى إلى نشر الخوف في الداخل من إمكانية حدوث تخريب ودمار واسع، أما خارجياً فيروج أن نجاح هذه الاحتجاجات سيكون خطراً على كل الأنظمة في المنطقة.
وفيما يواصل الشباب المعارض استعداداته للتحرك، بدا أن معظم أحزاب المعارضة الرسمية وجماعة «الإخوان المسلمين» قد فضلت أن تكون خارج المشهد، معللة عدم مشاركتها في التحركات بأعذار مختلفة، وأن حافظت غالبيتها على إمساك العصا من الوسط.
وكان حزب «التجمع» أكثر وضوحًا، إذ أكد رئيسه رفعت السعيد، أن «25 يناير» مناسبة وطنية للشرطة المصرية، مشيراً إلى أن حزبه لن يشارك في أي من التحركات، لكن مصادر في الحزب أكدت أن العديد من شبابه لن يلتزم بقرار المقاطعة الرسمي للتحركات.
كما قرر حزب الوفد عدم المشاركة رسمياً في التحرك، لكن اجتماع رئيس الحزب السيد البدوي ومنسقي حركات «وفديون ضد التوريث» و«وفديون ضد التزوير»، و«وفديون ضد الفساد» انتهى إلى ترك الخيار أمام من يرغب في المشاركة «بصورة شخصية».
من جهته، أعلن «الحزب العربي الناصري»، الغارق في خلافاته الداخلية أن الدعوة لم توجّه بصورة رسمية إلى الحزب، ولذلك فلا يمكن التعامل معها، لكنهم تركوا الفرصة أمام شباب الحزب للمشاركة كأفراد.
ولم يخرج موقف «الإخوان المسلمين» من التحرك عن موقف المعارضة الرسمية. فعلى غرار تعامل الجماعة مع تحركات «6 أبريل» في العام 2008، قرر مكتب الإرشاد عدم المشاركة بصورة رسمية لكنه ترك المجال مفتوحاً أمام «الإخوانيين» للمشاركة فرديا.
يذكر أن القوى السياسية التي أعلنت مشاركتها في «انتفاضة 25 يناير» هي «شباب 6 أبريل»، وجماعة «كلنا خالد سعيد»، و«حزب الكرامة»، و«حركة حشد»، و«الجمعية الوطنية من أجل التغيير»، وحركة «شباب من أجل العدالة والحرية»، و«حزب الجبهة الديموقراطي»، و«حزب الغد»، و«الحركة المصرية من أجل التغيير» («كفاية»).
ودعا رئيس «حزب الغد» أيمن نور بياناً المواطنين إلى «حماية أنفسهم من البطش الأمني المحتمل»، مقترحاً أن تبدأ المسيرات من الحواري والأزقة والشوارع الصغيرة التي يصعب على الأمن التعامل معها، وليس في الميادين العامة التي يستطيع الأمن السيطرة عليها بسهولة.
بدوره، وجه المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي رسالة إلى رجال الشرطة، قال فيها: «أنتم جزء من الشعب المصري، وستستمرون جزءاً منه، ولكننا نأمل في أن تستعيدوا دوركم مرة ثانية في حماية الشعب وليس حماية مباريات كرة القدم أو الانتخابات المزورة».
وقامت حملة دعم البرادعي ومطالب التغيير بطبع العديد من البطاقات الحمراء كتب عليها «ارحل»، في رسالة للرئيس حسني مبارك، وذلك لتوزيعها يوم الاحتجاج.
إلى ذلك، علق ناشطون «25 يناير» على إعلان وزارة الداخلية المصرية عن تورط جماعة «جيش الإسلام الفلسطيني» القريبة من تنظيم «القاعدة» في التفجير الذي استهدف «كنيسة القديسين» في مدينة الإسكندرية، بالتحذير من محاولات «الهاء» الشعب المصري، والمسيحيين خصوصاً، عن التحركات الشعبية المقررة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد