إسـرائيل: «حـرب جنـرالات» علـى رئاسـة الأركـان
انطلقت «حرب جنرالات» في إسرائيل لخلافة رئيس الأركان غابي أشكنازي، الذي يترك مهامه في نهاية العام الحالي. وقد اشتدت رحى هذه الحرب، خلال اليومين الماضيين، بعد تسريب وثيقة تضمنت خطة إستراتيجية لتعيين قائد الجبهة الجنوبية اللواء يوءاف غالانت رئيساً للأركان، وتشويه سمعة المرشحين الآخرين الذين ينافسونه على المنصب.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، النائب العام يهودا فاينشتاين بالتحقيق في هذه التسريبات المحرجة، التي بثتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء الجمعة الماضي، والتي أطلقت عليها اسم «وثيقة غالانت».
وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، إنه «في ضوء نشر هذه الوثيقة، أجريت مشاورات مع الوزير المسؤول عن الجيش الإسرائيلي (أي وزير الدفاع ايهود باراك)، وبعد ذلك توجهت إلى المستشار القانوني للحكومة وطلبت منه التدقيق في الموضوع في أسرع وقت، وقد قال لي فاينشتاين إن هذا ما سيفعله».
وأمر فاينشتاين على الفور بتجميد عملية تعيين رئيس الأركان، حيث اعتبر أنه «لن يكون بالإمكان في هذه المرحلة اتخاذ قرار بشأن اختيار رئيس لأركان الجيش وذلك إلى حين استنفاد الاستيضاح في الشكوى، والذي سيتم في أسرع وقت ممكن».
وكانت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي كشفت النقاب عن هذه الوثيقة، وقد تبيّن أنها صادرة عن مكتب المستشار الإستراتيجي المستقل أيال أراد. ونصت البنود الرئيسية للوثيقة على وجوب تصوير رئيس الأركان الحالي غابي أشكنازي كمن يشعر بالإهانة من عملية تعيين خلف له في الوقت الحالي، وعدم إرجاء ذلك إلى نهاية العام.
كما تشدد الوثيقة على ضرورة تحسين صورة غالانت وإظهاره بصورة «إنسانية وناضجة ويتمتع بخبرة وقدرة على القيادة» في مواجهة التهديدات. وتدعو الوثيقة إلى العمل على زيادة التوتر والخلافات بين غالانت وأشكنازي حول الحرب على غزة، فيما يقضي البند الرابع منها بأن يتم تشويه سمعة نائب رئيس أركان الجيش الحالي والمرشح لرئاسة الأركان اللواء بيني غانتس، أو أن يقترح عليه تولي منصب آخر مثل رئيس الموساد أو الشاباك.
غير أنّ أيال أراد نفى بشكل قاطع ان يكون هو من اعد الوثيقة، كما رفض الاتهامات بضلوع شركته في السباق لتعيين رئيس جديد للأركان، مشيراً إلى أنه تقدم بشكوى إلى الشرطة للتحقيق في هوية مزوّر المستند.
لكن الصحافي في القناة الثانية أمنون أبراموفيتش شدد على أن المصدر الذي سرب له الوثيقة «موثوق جدا وليس لديه مصلحة في مسألة تعيين رئيس لأركان الجيش».
وأصدر اشكنازي بيانا أسف فيه «للضرر الذي لحق بالجيش وبصورته لدى الشعب» بسبب هذه القضية، محذراً من أنّ «التبعات ستكون وخيمة، والمطلوب إجراء تحقيق معمق».
ولجنرالات إسرائيل تاريخ حافل بالضغائن والحملات العلنية من أجل الترقيات، لكن السباق على رئاسة الأركان يتخذ حالياً منعطفا أكثر سوءاً. ويتنافس عدد من المرشحين على هذا المنصب أبرزهم غالانت، وغانتس، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت.
ويعارض أشكنازي تعيين غالانت بسبب صراع بينهما حول من منهما يجب أن يحصل على المديح بشأن إدارة الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ولم يتردد أشكنازي في الفترة الأخيرة في توجيه انتقادات لغالانت، حتى بشكل علني، وخصوصا ما يتعلق بعلاقاته مع رجال أعمال ومستشارين إستراتيجيين، من بينهم أعضاء «طاقم المزرعة» الذي كان يجتمع بصورة دائمة في مزرعة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، ويقدم المشورة الإستراتيجية له، علماً بأنّ أراد هو أحد أبرز أعضاء هذا الطاقم.
لكن الصحافة الإسرائيلية ربطت أيضاً بين هذه الفضيحة والعلاقة السيئة بين باراك وأشكنازي، في ظل التسريبات المتبادلة للوثائق بين مكتبي وزير الدفاع ورئيس الأركان في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد